شرح العقيدة الواسطية

من 1439-02-06 وحتى 1440-12-06
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1666

التاريخ : 2017-11-05 12:16:16


ثم قال -رحمه الله-: " وكفى بالله شهيدا"

قوله تعالى: ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [النساء: 79]، هو تتمة ما ذكره المؤلف -رحمه الله- في ما ذكره في حمد الله: "الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا"

فإن الله تعالى ذكر ذلك في سورة الفتح بعد أن ذكر وعده لنبيه -صلى الله عليه وسلم- بدخول مكة، وما وعده به، وما بشره به من الفتح المبين، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾[الفتح: 28].

-      أي: كفى به، حسبك به تغنيك شهادته واطلاعه على خلقه عن كل ما تحتاجه في الثقة بموعود الله تعالى، هذا معنى.

-      والمعنى الآخر : وكفى بالله شهيدا  على صدق نبوتك، وصحة رسالتك، فإن الله تعالى شهد بذلك.

 وشهادة الله تعالى للنبي بصحة الرسالة من ثلاثة طرق:

-      الطريق الأول: أنه بشر به قبل مجيئه، فأخبرت به الأنبياء قبل مجيئه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وقد أخذ الله الميثاق على النبيين أنه إن بعث فيهم محمد بن عبد الله أن يؤمنوا به، هذه الشهادة الأولى، وهي شهادة عامة لكل الأمم.

-      أما الشهادة الثانية: فهي شهادته للقرآن، وللنبي -صلى الله عليه وسلم- بأقواله فإن الله شهد بأن ما جاء به الحق، قال الله تعالى: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ﴾ [المنافقون: 1]، ثم قال:  ﴿اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾[المنافقون: 1]ـ

فالله تعالى يعلم صدق رسالته، ويشهد بذلك وجعل الشهادة للنبي بالرسالة مفتاح الديانة فلا يستقيم دين واحد، ولا يصلح إيمانه إلا بالشهادة للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة.

إذًا شهادته للقرآن، والنبي -صلى الله عليه وسلم- في ثاني صورها هي شهادته بالأقوال التي في القرآن المبينة لرسالته -صلى الله عليه وسلم- وعمومها للناس، كقوله -جل وعلا-: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾[الأعراف: 158].

النوع الثالث من الشهادات، من شهادة الله للرسول بصدق الرسالة هو أن  الله تعالى أيده بالبراهين والحجج، والآيات والمعجزات، فالآيات التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم متنوعة، وما من نبي أوتي آيةً ومعجزة إلا وأوتي النبي صلى الله عليه وسلم ما هو مثلها، أو أعظم منها، وهذا دليل على صدق رسالته.

فالله شاهد لرسوله، ولو كان كاذبا لما أيده الله تعالى، وأمده بهذه الآيات البينات الدالة على صدق رسالته، بل الله -جل في علاه- وعد ببقاء الآيات الدالة على صدق الرسالة حتى بعد النبوة، قال: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾[فصلت: 53] وهذا ثالث أنواع الشهادات .

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق