شرح العقيدة الواسطية

من 1439-02-06 وحتى 1440-12-06
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1683

التاريخ : 2017-11-05 12:16:42


"وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقرارا وتوحيدا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا"

هذا المقطع من كلام المؤلف، قال فيه: "وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقرارا وتوحيدا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا"

ذكر الشهادتين، وهما قاعدة الدين، وأساس الملة، ومفتاح الجنة، وبهما ينقل العبد نفسه من الظلمات إلى النور، بهما يدخل في الصراط المستقيم، وينجوا من طرق الغواية والانحراف والضلال المبين.

تلك الشهادتان:

-      الأولى: شهادة لله بالتوحيد أشهد أن لا إله إلا الله: أي أقر، وأومن، وأعلن، وأعلم أنه لا يستحق العبادة أحد غير الله، هذا معنى أشهد أن لا إله إلا الله، علم، ونطق، وإقرار بأنه لا يستحق العبادة أحد إلا الله.

والعبادة بكل صورها، العبادة الظاهرة، والعبادة الباطنة لا يستحقها إلا الله وحده لا شريك له سبحانه وبحمده، وهذه أساس الملة، وهو أساس الرسالة التي بعث الله تعالى بها جميع المرسلين بها، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾[الأنبياء: 25]، فهذه هي أساس الملة وهو الإسلام الذي يتحقق به ما جاءت به الرسل من الدعوة إلى عبادة الملك الديان جل في علاه.

-      أما الشهادة الثانية: فهي الشهادة للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة.

والشهادة للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة أصل يتضمن اعتقاد أنه الرسول الختام، وأنه الداعي إلى الله، وأنه الهادي إليه، وأنه لا يعبد الله إلا بما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ ولذلك هاتان الجملتان هما قاعدتا الدين.

-      لا نعبد إلا الله.

-      ولا نعبد إلا بما أتى به محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

-      لا نعبد الله إلا بما شرع الله بشرعه لا بما تشتهي أنفسنا وبما نحب.

زاد في الشهادة لله بالتوحيد: "إقرار وتوحيدا"

أي: أشهد هذا حال كوني مقرًّا بما تضمنت، والإقرار عمل القلب.

"وتوحيدا" أي مقرا بأنه لا يستحق ذلك على وجه الانفراد إلا الله -جل في علاه-، وأما في الشهادة للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقد ختمها بالصلاة عليه: "صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا" .

الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-: هي سؤال الله تعالى أن يسوق إليه خيرا كثيرا، هذا معنى قولك: اللهم صل على محمد، أي: اللهم أعط محمدا خيرا كثيرا، ومن ذلك ما ذكره بعض أهل العلم من أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-: هي ذكره -صلى الله عليه وسلم- في الملإ الأعلى، أن يذكره الله في الملأ الأعلى، فإن هذا من الخير، لكن الصلاة عليه أوسع من أن تقصر على هذا المعنى بل الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- تشمل هذا المعنى، وما هو أكثر من ذلك.

قال رحمه الله: "صلى الله عليه وعلى آله"

-      وهم: من آمن به من أهل بيته.

-      وقيل: هم أتباعه من أهل بيته، وأصحابه وسائر أمته.

-      وقيل : هم بعض أهل بيته وليس جميعهم.

على أقوال لأهل العلم في ذلك.

وأصوب ما يقال في معنى الآل: أنه يشمل قرباته من آمن منهم جميعا، ويشمل أصحابه، ويشمل سائر من آمن به، كما قال تعالى: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46].

فإن الآل هنا ليس المقصود به أهل بيت فرعون بل يشمل أهل بيته، وهامان، وقارون وجنود فرعون، فإنهم جميعا داخلون في قوله: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46].

فالآل الصواب في معناها: أنها شاملة لقرباته، ولأصحابه، ولسائر من آمن به.

وأما عطف أصحابه:

فهذا من باب عطف الخاص على العام؛ لأن الصحابة داخلون في الآل وخصهم بالذكر لمنزلتهم، ومكانتهم، ورفيع مقامهم رضي الله تعالى عنهم.

ثم قال: "وسلم تسليما مزيدا"

سائل الله له الخير الكثير، وهذا فيه العطاء، وسأل له السلامة.

والسلامة : هي النجاة من كل آفة، فالصلاة جلب خير، والسلام وقاية من الشر، وبهذا يكمل الفلاح.

الفلاح أمن من المرهوب المخوف، وتحصيل للمطلوب المرغوب، فالصلاة تحصيل للمطلوب المرغوب ، والسلام أمن ونجاة من المخوف المرهوب.

"وتسلم تسليما مزيدا"

أي زائدا يتحقق به تمام السلامة له ولآله، وأصحابه، -صلى الله عليه وسلم- تسليما مزيدا.

ثم قال رحمه الله: "أما بعد"

وهذا شروع في موضوع الرسالة، فإن المقدمة تضمنت حمد الله، والثناء عليه، والشهادة له بالتوحيد، والشهادة لنبيه بالرسالة، ثم بعد ذلك شرع في المقصود على وجه الإيجاز.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق