شرح العقيدة الواسطية

من 1439-02-06 وحتى 1440-12-06
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1696

التاريخ : 2017-11-05 12:19:45


ثالث الأوصاف التي ذكرها، فهو قوله: " أهل السنة والجماعة"

أما كونهم أهل السنة ؛ فلأن السنة هي مصدر تلقيهم، هي مفتاح علوهم؟

حسنا: أين القرآن؟

السنة بيان للقرآن، فذكر السنة يغني عن ذكر القرآن؛ لأن السنة إنما جاءت بيانًا للقرآن، ولا يمكن أن يعمل أحد بالسنة إلا وهو آخذ بالقرآن، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾[الحشر: 7]، وكما قال تعالى:  ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ﴾[الأحزاب: 21].

فالقرآن مضمن في ذكر السنة؛ وذلك أنه لا يخالف أحدًا في العمل بالقرآن والأخذ به، لكنهم يخالفون في السنة التي هي بيان القرآن، كما قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾[النحل: 44].

فالله تعالى أنزل القرآن على محمد ليبينه للناس، ويوضح معانيه، ويكشف ملتبسه، ويفصل مجمله، ويبين مبهمه كل ذلك من وظائف الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؛ فلذلك ذكر السنة، فهم أهل السنة؛ لأنهم معتصمون بها، معظمون لها، عنها يصدرون، وبها يعملون، وعنها يذبون، وبها يشتغلون، وهي سبيل فهم لكلام رب العالمين.

فذلك سموا أهل السنة، ليس تحزبًا ولا تعصبًا، ولا شعارات إنما هذا وصف يقترن بعمل واعتقاد، فهم أهل السنة وهم أهل الجماعة.

وسموا بأهل الجماعة لأمرين:

الأمر الأول: أنهم ضد أهل التفرق، والتشرذم، فإن الله تعالى نهى ذلك، قال الله تعالى في محكم كتابه: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103]، وقال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾[الشورى: 13].

فلا قيام بالديانة مع الفرقة، لا يقوم الدين بالتفرق، بل يقوم الدين بالاجتماع والائتلاف، والانضمام إلى جماعة المسلمين، وإمامهم هذا المعنى الأول.

المعنى الثاني لسبب تسميتهم بالجماعة:

أنهم يعملون بالإجماع، فيعتمدون الإجماع، ويصدرون عنه عملًا بدلالة القرآن، حيث قال الرحمن-جل في علاه-﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: 115]، هذه الآية أصل في وجوب العمل بالإجماع؛ لأن الله تعالى جعل العقوبة مرتبة على مشاقة الرسول، وعلى اتباع غير سبيل المؤمنين، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ عقوبته ﴿نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: 115].

 فالعقوبة مرتبة على معصيتين:

المعصية الأولى: ترك متابعة الرسول بمشاقته.

المخالفة الثانية: اتباع غير سبيل المؤمنين، وهو خروج عن الصراط المستقيم؛ ولذلك سموا أهل الجماعة.

لماذا سموا أهل الجماعة؟

-      لأنهم ضد الفرقة والخلاف والتشرذم.

-      ولأنهم أهل عمل بالإجماع، كما دل عليه الكتاب والسنة؛ ولهذا كل من خرج على أهل الإسلام بتجمع أو تحزب أو تكتل ينابذ جماعة المسلمين فإنه ليس من أهل السنة والجماعة؛ لأنه خارج عن الاجتماع الذي وصف الله تعالى به هذه الأمة، وشرعه لها كما شرعه في الأمم السابقة.

إذا هذه العقيدة هي بيان لعقيدة أهل السنة والجماعة؛ الآن بعد هذا البيان للمصدر الذي يستند إليه المؤلف في كتابة هذه العقيدة، شرع في بيان العقيدة، وسلك في بيان العقيدة مسلكين:

-      بيان إجمالي.

-      ثم بيان تفصيلي.

فبدأ أولًا في البيان الإجمالي للعقيدة التي يجب أن يعتقدها كل مسلم، وأن يعرفها كل مؤمن، وأن لا يخلو منها قلب من يرجوا نجاة، وسلامة من الهلاك وهو الإيمان المجمل.

ثم بعد ذلك ذكر الإيمان المفصل.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق