شرح العقيدة الواسطية

من 1439-02-06 وحتى 1440-12-06
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1811

التاريخ : 2017-11-05 12:21:54


"وهو الإيمان بالله، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، والإيمان بالقدر خيره وشره"

ترى المؤلف -رحمه الله- في أول الرسالة بيان الإيمان المجمل الذي يجب اعتقاده من كل مؤمن، فلا يصح خلو قلب من يرجو الله والدار الآخرة من هذا الإيمان،  ومن هذا الاعتقاد، وهو الأصول الستة التي بينها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديث جبريل عندما سائله قائلا: أخبرني عن الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: «أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره».[صحيح البخاري(50)، ومسلم(1 - (8))]

هذه هي الأصول الستة التي عليها بناء الإيمان.

والإيمان أصله: اعتقاد القلب الجازم بإثبات هذه الأصول الستة، وبما جاء في الكتاب والسنة من الخبر عنها.

فإن الله -عز وجل- أخبر في كتابه عن نفسه، وأخبر في كتابه عن كتبه، وأخبر في كتابه عن ملائكته، وأخبر في كتابه عن رسله، وأخبر في كتابه عن الكتب التي جاءت بها الرسل، وأخبر في كتابه عن القدر خيره وشره.

فجاء الخبر في القرآن والسنة عن الله،  وعن الملائكة،  وعن الرسل، وعن الكتب،  وعن اليوم الآخر، وعن القدر خيره وشره؛ فوجب على كل مؤمن أن يقر بهذه الأصول الستة.

جاء في القرآن الخبر عن الله، جاء في القرآن الخبر عن الملائكة، جاء في القرآن الخبر عن الرسل، جاء في القرآن الخبر عن الكتب، جاء في القرآن الخبر عن اليوم الآخر، جاء في القرآن الخبر عن القدر خيره وشره؛ فوجب على كل مؤمن أن يقر بكل ما جاء به الخبر عن هذه الأصول الستة، وهذا معنى الإيمان، فإن الإيمان هو الإقرار بما أخبر به القرآن، أو أخبر به سيد الأنام صلوات الله وسلامه عليه في هذه الأصول الستة.

  

والإيمان نوعان:

-      إيمان مجمل: هو أن تقر بكل خبر جاء في القرآن والسنة عن هذه الأصول دون تفصيل، إنما تقول أؤمن وأقر بكل ما أخبر الله به ورسوله فيما يتعلق بالله، فيما يتعلق بالملائكة ، فيما يتعلق بالأنبياء، فيما يتعلق بالكتب، فيما يتعلق باليوم الآخر، فيما يتعلق بالقدر خيره وشره، هذا يسمى الإيمان المجمل الذي ليس فيه تفصيل.

-      ثم يجب على المؤمن أن يؤمن بتفاصيل هذه الأصول حسبما ورد مما علمه وعرفه، وهذا يختلف الناس فيه، فمن الناس من يحيط علما بالقرآن كاملا فيكون عنده من العلم بهذه الأصول ما ليس عند غيره، ومنهم من لا يحيط علما إلا بشيء يسير فيكفيه ما أحاط به علمه مع الإيمان المجمل.

إذا عندنا الإيمان نوعان:

-      إيمان مفصل.

-      وإيمان مجمل.

المؤلف بدأ بتقرير الإيمان العام المجمل الذي يجب على كل أحد، فإنه يجب على كل من يرجو الله واليوم الآخر أن يؤمن بالله ورسله، وأن يقر بجميع ما جاء به الرسول من أمر الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره ، هذا هو الإيمان المجمل، وقد ذكره الله تعالى في موضعين من القرآن:

-      الموضوع الأول: قوله -جل وعلا-: ﴿وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾ [البقرة: 177]، فذكر الله تعالى خمسة أصول في هذه الآية، وأصول الإيمان ستة.

-      وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾[النساء: 136]، فذكر الإيمان بالله، والملائكة والكتب والرسل، واليوم الآخر.

-      أما القدر: فقد ذكره الله تعالى في قوله: ﴿إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾[القمر: 49].

وقد ذكره النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم -بالنص في حديث جبريل لما سأله عن الإيمان.

ما هو الإيمان المجمل المتعلق بهذه الأصول الستة؟

نستعرضها على وجه الإجمال:

-      أولا: المؤلف -رحمه الله- قال: "والإيمان" أي عقد أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة عقدها الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه ورسله والبعث بعد الموت.

-      "والإيمان بالقدر خيره وشره" هذا هو عقدها، والإيمان بالقدر خيره وشره، هذا عقد أهل السنة والجماعة على وجه الإجمال.

-      وعرفنا الإيمان بأنه: اعتقاد القلب الجازم، بالله ، وملائكته، وكتبه ورسله واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره.

أما الإيمان بالله فيتضمن:

الإيمان بأنه رب العالمين، وأنه لا إله غيره، وأن له الأسماء الحسنى والصفات العلى.

هذا أصول الإيمان بالله:

-      أن تؤمن بأنه الله الذي لا يستحق العبادة سواه.

-      أن تؤمن بأنه رب العالمين.

-      أن تؤمن بأن له الأسماء الحسنى، وأن له الصفات العلى سبحانه وبحمده.

طبعًا يضيف بعض أهل العلم أصلا رابعا، وهو الإيمان بوجود الله لكن هذا لا حاجة إليه إذا قررنا الإيمان بالله، بإلهيته ، وربوبيته، وأسمائه وصفاته فهو موجود، وإنما ينصون على الوجود لأجل الرد على أهل الإلحاد الذين ينكرون وجود لله عز وجل، لكن لا حاجة إلى ذكره.

فالإيمان بالله أن تؤمن بأنه لا إله غيره ، وأنه رب كل شيء، وأنه سبحانه وبحمده الموصوف بالصفات العلى، وأن له الأسماء الحسنى.

هذا الأصل الأول من الأصول التي يجب على المؤمن أن يعتقدها في الله طبعا، ومن لوازم هذا أن يعبده وحده لا شريك له، يعني يقر بأنه لا إله غيره لا يستحق العبادة سواه.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق