شرح العقيدة الواسطية

من 1439-02-06 وحتى 1440-12-06
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1839

التاريخ : 2017-11-08 08:55:39


 

أما ما يتعلق بالتحريف: فهو العتبة التي يصل بها هؤلاء المنحرفون إلى التعطيل، فلا يمكن أن يُعطِّل أحد النصوص إلا بمرتبةٍ وطريقٍ يصلون من خلاله إلى تعطيل النصوص، وهي: التحريف؛ ذاك أنهم لا يتمكنون من إلغاء النص؛ لأنه ثابتٌ على نحوٍ لا يتمكنون من إزالته؛ وبالتالي يسيرون في الخروج عن دلالاته وما تضمنه من معنى من طريق التحريف.

ولهذا هو: خروجٌ عن النص، وإلغاءٌ له على وجه النفاق والخداع، وعلى وجه المراوغة.

وعليه فالتحريف هو: صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر إلى معنى يحتمله النص، لكنه لا دليل عليه، هذا معنى التحريف.

التحريف الذي وقع فيه هؤلاء هو ما يسمونه تأويلًا: وهو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح دون دليل.

 

من صور التحريف:

ومن أمثله ذلك: موقفهم مما أخبر الله – تعالى – به عن نفسه من استوائه؛ فقد أخبر الله – تعالى – في القرآن في مواضع عديدة - في سبعة مواضع - عن استوائه على العرش: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه: 5].

 ومعنى الاستواء: العلو، فهو - جل وعلا - العلي الأعلى، وهو العلي العظيم، وعلوه على جميع خلقه، لكنه - سبحانه وبحمده - خص العرش بالاستواء.

ثم جاء هؤلاء فحرَّفوا هذا اللفظ عن مدلوله، فقالوا: استوى معناه استولى، فصرفوا اللفظ عن ظاهره، وخرجوا عن مدلوله، وخالفوا ما دل عليه ظاهر القرآن إلى معانٍ قد يحتملها النص، لكنها لا مرجِّح لها، ولا صارف لها، فأزالوا اللفظ عما دل عليه من المعنى.

وهذا التحريف الذي يسميه أصحابه تأويلًا هو من التأويل المذموم، الذي ذمَّه الله - جل وعلا - في كتابه، وذمَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنته كما سيأتي بيانه، ونهى عنه سلف الأمة؛ فهو من تحريف الكلم عن مواضعه، وهو من تحريف الكلم من بعد مواضعه، كما سيأتي في تقرير كلام المؤلف.

إذًا التحريف: هو إزالة اللفظ عن معناه.

أو هو: تقديم المعنى المرجوح أو الاحتمال المرجوح في معاني النص على الاحتمال الراجح، بغير دليل.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق