"ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة وأما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته فإنه لا حسنات لهم ولكن تعد أعمالهم فتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها".
إذا أعطي الناس كتبهم وتلقوها إما بأيمانهم أو شمائلهم، حوسبوا بحسب ذلك؛ كما قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا وَيَصْلَى سَعِيرًا﴾[الانشقاق: 7- 12] يدعو ثبورًا لقبح ما ناله في كتابه، ويصلى سعيرًا أي يعاقب على أعماله.
وفي الآية الأخرى قال: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ﴾[الحاقة: 19- 20] وأما الآخر ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ﴾[الحاقة: 25- 27] فيحاسب هذا وذاك، فأثبت الله تعالى حسابا للفريقين، حساب لأهل الإيمان، وحساب لغيرهم.
الحساب بعد أخذ الكتب بالأيمان أو بالشمائل:
لكن ذلك جميعه بعد أخذ الكتب إما بالأيمان أو بالشمائل، واعلم أن الحساب سريع فالله سريع الحساب –جل وعلا- وقد أخبر الله تعالى عن الحساب بعد الوزن وبعد أخذ الكتب كما قال تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾[الأنبياء: 47] فالحساب بعد إقامة الموازين. ودلت الآية الأخرى على أن الحساب بعد نشر الكتب وأخذها، فيجري الحساب بعد ذلك وهو في أسرع ما يكون كما قال جل في علاه: ﴿ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾[الأنعام: 62] جل في علاه سبحانه وبحمده.
فكفى به حاسبا يحصي الأعمال، كفي به حاسبًا لا يفوته دقيق ولا جليل، كفي به حاسبًا يعطي كل ذي حق حقه فلا يخاف الناس يوم القيامة ظلما ولا هضما كما قال –جل وعلا-: ﴿لا ظُلْمَ الْيَوْمَ﴾[غافر: 17]، ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾[فصلت: 46]، ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[يونس: 44] يقيم الله تعالى الحساب يحاسب الخلائق، والخلائق هنا عام لكل الخلق الذين حشروا لا يستثنى من ذلك شيء.
فيحاسب الله تعالى الخلائق جميعًا:
حتى ما كان منها من البهائم، فإن الله تعالى يحاسب البهائم جميعًا حتى يقتص سبحانه وبحمده للشاة الجلحاء من الشاة القرناء يعني للشاة التي ليس لها قرن من الشاة التي لها قرن، فلا يفوته شيء من حقوق الخلائق.
ولذلك قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «لتؤدُّن الحقوق قبل يوم القيامة» فإن الله تعالى يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء؛ فلا يبقى شيء من الخلق إلا ويؤخذ له حقه ثم بعد أن يقتص الله تعالى لهذه العجماوات يقول لها: كوني ترابًا فتكون ترابًا وهذا ما ذكره الله تعالى في أماني الكفار كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا﴾[النبأ: 40]. يوم ينظر المرء ما قدمت يداه.
فينقسم الناس بعد ذلك إلى قسمين:
الكافر يقول: ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا هذا اليوم يحاسب الله فيه الخلائق، والحساب مبناه على العد فيعد الله تعالى الحسنات والسيئات، يحاسب الخلق في ساعة واحدة، لا يشغله حساب عبد عن عبد، وأدلة هذا في الكتاب والسنة كثيرة.
معلوم أن المؤمن له حسنات وسيئات، فتعد حسناته وتعد سيئاته إلا أن
حساب أهل الإيمان وأهل الإسلام يتضمن صورتين:
حساب عرض وهذا هو صاحب الحساب اليسير أسال الله أن نكون منهم جميعًا يا رب العالمين وهو الذي يؤتى كتابه بيمينه فيحاسب حسابًا يسيرًا كما قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾[الانشقاق: 7- 8].
وأما الثاني فهو الذي ينال الحساب العسير وهو من يناقش الحساب الذي قال فيه النبي –صلى الله عليه وسلم-: «من نوقش الحساب عذب» أي أُخِذ. وهذا أقسام المحاسبين على أعمالهم بعد الحسنات والسيئات.
أما الكافر فإن الكافر لا يحاسب محاسبة وزن حسنات وسيئات، لأنه يقدم يوم القيامة ليس معه حسنات كما قال تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾[الفرقان: 23] ليس معه حسنة كل من يكون من حسناته يجزي به في الدنيا، ولذلك ليس معه شيء يجازي به يوم القيامة ويدخل به ميزانه بل خفت موازينه ليس له ما يثقل الموازين، ولهذا الكفار يوم القيامة لا يحاسبون محاسبة وزن حسنات وسيئات لأنه قد استوفوا جميع حسناتهم في الدنيا لما كان من عطاء الله لهم وبما أنعم الله تعالى عليهم به من ألوان النعم.
لكن فيما يتعلق بعرض العمل نعم تعرض عليهم أعمالهم يوم القيامة، فيرون ما كان من إنعام الله تعالى عليهم وما كان من عطائه الذي لم يقابله بالشكر فما يكون من الحساب الثابت للكفار يوم القيامة إنما هو حساب العرض وهو الذي قال فيه تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ﴾[الحاقة: 25- 27] فأثبت حسابا لكن هذا الحساب ليس وزنا للحسنات والسيئات، إنما هو عرض لما كان من أعمالهم فيعرضها الله تعالى عليهم كما جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة أن الله يخلو بعبده الكافر فيقول له ألم أربعك أجعل لك ربعا ومالًا ألم أزوجك ألم أرئسك فيقول: بلى يا رب فيقول: أكنت تظن أنك ملاقيَّ؟ فيقول: لا.
يعني لا يعتقد بعثًا ولا نشورًا، فيقول الله –عز وجل- له: اليوم أنساك كما نسيتني. يعني: اليوم أتركك في العذاب كما تركت الإيمان بي وبملاقاتي، وهذا في حال الكافر هو الحساب الثابت في مثل قوله تعالى: ﴿وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ﴾[الحاقة: 26] ويمكن أن يقال ولا أدري ما حسابيه أي: جزاء العمل الذي عمل به.
وليعلم أن الكفار ليسوا على درجة واحدة فيما يكون من كفرهم:
بل هم على درجات ومراتب ولذلك قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ العَذَابِ﴾[النحل: 88] فهم ليسوا على درجة واحدة بل هم مراتب، فذكر لهؤلاء الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله جمعوا الكفر جمعوا إلى الكفر الصد عن سبيل الله، وهو صرف الناس عن الإيمان بالله زدناهم عذابًا فوق العذاب، وقال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾[التوبة: 37] يعني زيادة على كفرهم حرفوا وبدلوا الشرائع، فكان ذلك زيادة في كفرهم والنار معلوم أنها درجات ومنازل يتبوأها أهلها على وفق ما يكون من أعمالهم كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾[النساء: 145].
وقد أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم عن تفاوت عذاب أهل الجحيم فيما أخبر به من عذاب أبي طالب وأنه في ضحضاح من نار، الضحضاح هو النار التي تبلغ إلى قدر الكعبين «إنه في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار»، فدلت هذه النصوص على تفاوت أهل النار في عذابهم وفق ما معهم من الكفر وسيء العمل.
والخلاصة أن الله يحاسب الخلائق، يحاسب الإنس والجن والبهائم حسابًا سريعًا عامًا يخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة، وأما الكفار فإنهم لا يحاسبون محاسبة وزن أعمال لأنه لا أعمال لهم ولكن تعد أعمالهم فتحصى وتعرض عليهم ويقررون بها ثم بعد ذلك يسيرون إلى النار نعوذ بالله من الخذلان.
هذا فيما يتعلق بأحوال الناس يوم القيامة، أما البهائم فإنه يقتص الله تعالى للبهائم بعضها من بعض ويقتص من كل ظالم للمظلوم فلا ظلم اليوم بعد هذا ينقسم الناس إلى قسمين؛ فيذهب بأهل النار إلى النار نسأل الله السلامة ويمضي أهل الإيمان من أهل الإسلام على نحو ما جاءت به الأخبار من ورود الحوض والمرور على الصراط وما إلى ذلك مما سيأتي بيانه وإيضاحه هذا كله بعد الحساب الذي توزن به الأعمال وتعرض على العاملين.
لكن ذلك جميعه بعد أخذ الكتب إما بالأيمان أو بالشمائل، واعلم أن الحساب سريع فالله سريع الحساب –جل وعلا- وقد أخبر الله تعالى عن الحساب بعد الوزن وبعد أخذ الكتب كما قال تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾[الأنبياء: 47] فالحساب بعد إقامة الموازين. ودلت الآية الأخرى على أن الحساب بعد نشر الكتب وأخذها، فيجري الحساب بعد ذلك وهو في أسرع ما يكون كما قال جل في علاه: ﴿ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾[الأنعام: 62] جل في علاه سبحانه وبحمده.
فكفى به حاسبا يحصي الأعمال، كفي به حاسبًا لا يفوته دقيق ولا جليل، كفي به حاسبًا يعطي كل ذي حق حقه فلا يخاف الناس يوم القيامة ظلما ولا هضما كما قال –جل وعلا-: ﴿لا ظُلْمَ الْيَوْمَ﴾[غافر: 17]، ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾[فصلت: 46]، ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[يونس: 44] يقيم الله تعالى الحساب يحاسب الخلائق، والخلائق هنا عام لكل الخلق الذين حشروا لا يستثنى من ذلك شيء.
فيحاسب الله تعالى الخلائق جميعًا:
حتى ما كان منها من البهائم، فإن الله تعالى يحاسب البهائم جميعًا حتى يقتص سبحانه وبحمده للشاة الجلحاء من الشاة القرناء يعني للشاة التي ليس لها قرن من الشاة التي لها قرن، فلا يفوته شيء من حقوق الخلائق.
ولذلك قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «لتؤدُّن الحقوق قبل يوم القيامة» فإن الله تعالى يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء؛ فلا يبقى شيء من الخلق إلا ويؤخذ له حقه ثم بعد أن يقتص الله تعالى لهذه العجماوات يقول لها: كوني ترابًا فتكون ترابًا وهذا ما ذكره الله تعالى في أماني الكفار كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا﴾[النبأ: 40]. يوم ينظر المرء ما قدمت يداه.
فينقسم الناس بعد ذلك إلى قسمين:
الكافر يقول: ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا هذا اليوم يحاسب الله فيه الخلائق، والحساب مبناه على العد فيعد الله تعالى الحسنات والسيئات، يحاسب الخلق في ساعة واحدة، لا يشغله حساب عبد عن عبد، وأدلة هذا في الكتاب والسنة كثيرة.
معلوم أن المؤمن له حسنات وسيئات، فتعد حسناته وتعد سيئاته إلا أن
حساب أهل الإيمان وأهل الإسلام يتضمن صورتين:
حساب عرض وهذا هو صاحب الحساب اليسير أسال الله أن نكون منهم جميعًا يا رب العالمين وهو الذي يؤتى كتابه بيمينه فيحاسب حسابًا يسيرًا كما قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾[الانشقاق: 7- 8].
وأما الثاني فهو الذي ينال الحساب العسير وهو من يناقش الحساب الذي قال فيه النبي –صلى الله عليه وسلم-: «من نوقش الحساب عذب» أي أُخِذ. وهذا أقسام المحاسبين على أعمالهم بعد الحسنات والسيئات.
أما الكافر فإن الكافر لا يحاسب محاسبة وزن حسنات وسيئات، لأنه يقدم يوم القيامة ليس معه حسنات كما قال تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾[الفرقان: 23] ليس معه حسنة كل من يكون من حسناته يجزي به في الدنيا، ولذلك ليس معه شيء يجازي به يوم القيامة ويدخل به ميزانه بل خفت موازينه ليس له ما يثقل الموازين، ولهذا الكفار يوم القيامة لا يحاسبون محاسبة وزن حسنات وسيئات لأنه قد استوفوا جميع حسناتهم في الدنيا لما كان من عطاء الله لهم وبما أنعم الله تعالى عليهم به من ألوان النعم.
لكن فيما يتعلق بعرض العمل نعم تعرض عليهم أعمالهم يوم القيامة، فيرون ما كان من إنعام الله تعالى عليهم وما كان من عطائه الذي لم يقابله بالشكر فما يكون من الحساب الثابت للكفار يوم القيامة إنما هو حساب العرض وهو الذي قال فيه تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ﴾[الحاقة: 25- 27] فأثبت حسابا لكن هذا الحساب ليس وزنا للحسنات والسيئات، إنما هو عرض لما كان من أعمالهم فيعرضها الله تعالى عليهم كما جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة أن الله يخلو بعبده الكافر فيقول له ألم أربعك أجعل لك ربعا ومالًا ألم أزوجك ألم أرئسك فيقول: بلى يا رب فيقول: أكنت تظن أنك ملاقيَّ؟ فيقول: لا.
يعني لا يعتقد بعثًا ولا نشورًا، فيقول الله –عز وجل- له: اليوم أنساك كما نسيتني. يعني: اليوم أتركك في العذاب كما تركت الإيمان بي وبملاقاتي، وهذا في حال الكافر هو الحساب الثابت في مثل قوله تعالى: ﴿وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ﴾[الحاقة: 26] ويمكن أن يقال ولا أدري ما حسابيه أي: جزاء العمل الذي عمل به.
وليعلم أن الكفار ليسوا على درجة واحدة فيما يكون من كفرهم:
بل هم على درجات ومراتب ولذلك قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ العَذَابِ﴾[النحل: 88] فهم ليسوا على درجة واحدة بل هم مراتب، فذكر لهؤلاء الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله جمعوا الكفر جمعوا إلى الكفر الصد عن سبيل الله، وهو صرف الناس عن الإيمان بالله زدناهم عذابًا فوق العذاب، وقال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾[التوبة: 37] يعني زيادة على كفرهم حرفوا وبدلوا الشرائع، فكان ذلك زيادة في كفرهم والنار معلوم أنها درجات ومنازل يتبوأها أهلها على وفق ما يكون من أعمالهم كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾[النساء: 145].
وقد أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم عن تفاوت عذاب أهل الجحيم فيما أخبر به من عذاب أبي طالب وأنه في ضحضاح من نار، الضحضاح هو النار التي تبلغ إلى قدر الكعبين «إنه في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار»، فدلت هذه النصوص على تفاوت أهل النار في عذابهم وفق ما معهم من الكفر وسيء العمل.
والخلاصة أن الله يحاسب الخلائق، يحاسب الإنس والجن والبهائم حسابًا سريعًا عامًا يخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة، وأما الكفار فإنهم لا يحاسبون محاسبة وزن أعمال لأنه لا أعمال لهم ولكن تعد أعمالهم فتحصى وتعرض عليهم ويقررون بها ثم بعد ذلك يسيرون إلى النار نعوذ بالله من الخذلان.
هذا فيما يتعلق بأحوال الناس يوم القيامة، أما البهائم فإنه يقتص الله تعالى للبهائم بعضها من بعض ويقتص من كل ظالم للمظلوم فلا ظلم اليوم بعد هذا ينقسم الناس إلى قسمين؛ فيذهب بأهل النار إلى النار نسأل الله السلامة ويمضي أهل الإيمان من أهل الإسلام على نحو ما جاءت به الأخبار من ورود الحوض والمرور على الصراط وما إلى ذلك مما سيأتي بيانه وإيضاحه هذا كله بعد الحساب الذي توزن به الأعمال وتعرض على العاملين.
حتى ما كان منها من البهائم، فإن الله تعالى يحاسب البهائم جميعًا حتى يقتص سبحانه وبحمده للشاة الجلحاء من الشاة القرناء يعني للشاة التي ليس لها قرن من الشاة التي لها قرن، فلا يفوته شيء من حقوق الخلائق.
ولذلك قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «لتؤدُّن الحقوق قبل يوم القيامة» فإن الله تعالى يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء؛ فلا يبقى شيء من الخلق إلا ويؤخذ له حقه ثم بعد أن يقتص الله تعالى لهذه العجماوات يقول لها: كوني ترابًا فتكون ترابًا وهذا ما ذكره الله تعالى في أماني الكفار كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا﴾[النبأ: 40]. يوم ينظر المرء ما قدمت يداه.
فينقسم الناس بعد ذلك إلى قسمين:
الكافر يقول: ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا هذا اليوم يحاسب الله فيه الخلائق، والحساب مبناه على العد فيعد الله تعالى الحسنات والسيئات، يحاسب الخلق في ساعة واحدة، لا يشغله حساب عبد عن عبد، وأدلة هذا في الكتاب والسنة كثيرة.
معلوم أن المؤمن له حسنات وسيئات، فتعد حسناته وتعد سيئاته إلا أن
حساب أهل الإيمان وأهل الإسلام يتضمن صورتين:
حساب عرض وهذا هو صاحب الحساب اليسير أسال الله أن نكون منهم جميعًا يا رب العالمين وهو الذي يؤتى كتابه بيمينه فيحاسب حسابًا يسيرًا كما قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾[الانشقاق: 7- 8].
وأما الثاني فهو الذي ينال الحساب العسير وهو من يناقش الحساب الذي قال فيه النبي –صلى الله عليه وسلم-: «من نوقش الحساب عذب» أي أُخِذ. وهذا أقسام المحاسبين على أعمالهم بعد الحسنات والسيئات.
أما الكافر فإن الكافر لا يحاسب محاسبة وزن حسنات وسيئات، لأنه يقدم يوم القيامة ليس معه حسنات كما قال تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾[الفرقان: 23] ليس معه حسنة كل من يكون من حسناته يجزي به في الدنيا، ولذلك ليس معه شيء يجازي به يوم القيامة ويدخل به ميزانه بل خفت موازينه ليس له ما يثقل الموازين، ولهذا الكفار يوم القيامة لا يحاسبون محاسبة وزن حسنات وسيئات لأنه قد استوفوا جميع حسناتهم في الدنيا لما كان من عطاء الله لهم وبما أنعم الله تعالى عليهم به من ألوان النعم.
لكن فيما يتعلق بعرض العمل نعم تعرض عليهم أعمالهم يوم القيامة، فيرون ما كان من إنعام الله تعالى عليهم وما كان من عطائه الذي لم يقابله بالشكر فما يكون من الحساب الثابت للكفار يوم القيامة إنما هو حساب العرض وهو الذي قال فيه تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ﴾[الحاقة: 25- 27] فأثبت حسابا لكن هذا الحساب ليس وزنا للحسنات والسيئات، إنما هو عرض لما كان من أعمالهم فيعرضها الله تعالى عليهم كما جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة أن الله يخلو بعبده الكافر فيقول له ألم أربعك أجعل لك ربعا ومالًا ألم أزوجك ألم أرئسك فيقول: بلى يا رب فيقول: أكنت تظن أنك ملاقيَّ؟ فيقول: لا.
يعني لا يعتقد بعثًا ولا نشورًا، فيقول الله –عز وجل- له: اليوم أنساك كما نسيتني. يعني: اليوم أتركك في العذاب كما تركت الإيمان بي وبملاقاتي، وهذا في حال الكافر هو الحساب الثابت في مثل قوله تعالى: ﴿وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ﴾[الحاقة: 26] ويمكن أن يقال ولا أدري ما حسابيه أي: جزاء العمل الذي عمل به.
وليعلم أن الكفار ليسوا على درجة واحدة فيما يكون من كفرهم:
بل هم على درجات ومراتب ولذلك قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ العَذَابِ﴾[النحل: 88] فهم ليسوا على درجة واحدة بل هم مراتب، فذكر لهؤلاء الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله جمعوا الكفر جمعوا إلى الكفر الصد عن سبيل الله، وهو صرف الناس عن الإيمان بالله زدناهم عذابًا فوق العذاب، وقال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾[التوبة: 37] يعني زيادة على كفرهم حرفوا وبدلوا الشرائع، فكان ذلك زيادة في كفرهم والنار معلوم أنها درجات ومنازل يتبوأها أهلها على وفق ما يكون من أعمالهم كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾[النساء: 145].
وقد أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم عن تفاوت عذاب أهل الجحيم فيما أخبر به من عذاب أبي طالب وأنه في ضحضاح من نار، الضحضاح هو النار التي تبلغ إلى قدر الكعبين «إنه في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار»، فدلت هذه النصوص على تفاوت أهل النار في عذابهم وفق ما معهم من الكفر وسيء العمل.
والخلاصة أن الله يحاسب الخلائق، يحاسب الإنس والجن والبهائم حسابًا سريعًا عامًا يخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة، وأما الكفار فإنهم لا يحاسبون محاسبة وزن أعمال لأنه لا أعمال لهم ولكن تعد أعمالهم فتحصى وتعرض عليهم ويقررون بها ثم بعد ذلك يسيرون إلى النار نعوذ بالله من الخذلان.
هذا فيما يتعلق بأحوال الناس يوم القيامة، أما البهائم فإنه يقتص الله تعالى للبهائم بعضها من بعض ويقتص من كل ظالم للمظلوم فلا ظلم اليوم بعد هذا ينقسم الناس إلى قسمين؛ فيذهب بأهل النار إلى النار نسأل الله السلامة ويمضي أهل الإيمان من أهل الإسلام على نحو ما جاءت به الأخبار من ورود الحوض والمرور على الصراط وما إلى ذلك مما سيأتي بيانه وإيضاحه هذا كله بعد الحساب الذي توزن به الأعمال وتعرض على العاملين.
الكافر يقول: ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا هذا اليوم يحاسب الله فيه الخلائق، والحساب مبناه على العد فيعد الله تعالى الحسنات والسيئات، يحاسب الخلق في ساعة واحدة، لا يشغله حساب عبد عن عبد، وأدلة هذا في الكتاب والسنة كثيرة.
معلوم أن المؤمن له حسنات وسيئات، فتعد حسناته وتعد سيئاته إلا أن
حساب أهل الإيمان وأهل الإسلام يتضمن صورتين:
حساب عرض وهذا هو صاحب الحساب اليسير أسال الله أن نكون منهم جميعًا يا رب العالمين وهو الذي يؤتى كتابه بيمينه فيحاسب حسابًا يسيرًا كما قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾[الانشقاق: 7- 8].
وأما الثاني فهو الذي ينال الحساب العسير وهو من يناقش الحساب الذي قال فيه النبي –صلى الله عليه وسلم-: «من نوقش الحساب عذب» أي أُخِذ. وهذا أقسام المحاسبين على أعمالهم بعد الحسنات والسيئات.
أما الكافر فإن الكافر لا يحاسب محاسبة وزن حسنات وسيئات، لأنه يقدم يوم القيامة ليس معه حسنات كما قال تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾[الفرقان: 23] ليس معه حسنة كل من يكون من حسناته يجزي به في الدنيا، ولذلك ليس معه شيء يجازي به يوم القيامة ويدخل به ميزانه بل خفت موازينه ليس له ما يثقل الموازين، ولهذا الكفار يوم القيامة لا يحاسبون محاسبة وزن حسنات وسيئات لأنه قد استوفوا جميع حسناتهم في الدنيا لما كان من عطاء الله لهم وبما أنعم الله تعالى عليهم به من ألوان النعم.
لكن فيما يتعلق بعرض العمل نعم تعرض عليهم أعمالهم يوم القيامة، فيرون ما كان من إنعام الله تعالى عليهم وما كان من عطائه الذي لم يقابله بالشكر فما يكون من الحساب الثابت للكفار يوم القيامة إنما هو حساب العرض وهو الذي قال فيه تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ﴾[الحاقة: 25- 27] فأثبت حسابا لكن هذا الحساب ليس وزنا للحسنات والسيئات، إنما هو عرض لما كان من أعمالهم فيعرضها الله تعالى عليهم كما جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة أن الله يخلو بعبده الكافر فيقول له ألم أربعك أجعل لك ربعا ومالًا ألم أزوجك ألم أرئسك فيقول: بلى يا رب فيقول: أكنت تظن أنك ملاقيَّ؟ فيقول: لا.
يعني لا يعتقد بعثًا ولا نشورًا، فيقول الله –عز وجل- له: اليوم أنساك كما نسيتني. يعني: اليوم أتركك في العذاب كما تركت الإيمان بي وبملاقاتي، وهذا في حال الكافر هو الحساب الثابت في مثل قوله تعالى: ﴿وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ﴾[الحاقة: 26] ويمكن أن يقال ولا أدري ما حسابيه أي: جزاء العمل الذي عمل به.
وليعلم أن الكفار ليسوا على درجة واحدة فيما يكون من كفرهم:
بل هم على درجات ومراتب ولذلك قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ العَذَابِ﴾[النحل: 88] فهم ليسوا على درجة واحدة بل هم مراتب، فذكر لهؤلاء الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله جمعوا الكفر جمعوا إلى الكفر الصد عن سبيل الله، وهو صرف الناس عن الإيمان بالله زدناهم عذابًا فوق العذاب، وقال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾[التوبة: 37] يعني زيادة على كفرهم حرفوا وبدلوا الشرائع، فكان ذلك زيادة في كفرهم والنار معلوم أنها درجات ومنازل يتبوأها أهلها على وفق ما يكون من أعمالهم كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾[النساء: 145].
وقد أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم عن تفاوت عذاب أهل الجحيم فيما أخبر به من عذاب أبي طالب وأنه في ضحضاح من نار، الضحضاح هو النار التي تبلغ إلى قدر الكعبين «إنه في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار»، فدلت هذه النصوص على تفاوت أهل النار في عذابهم وفق ما معهم من الكفر وسيء العمل.
والخلاصة أن الله يحاسب الخلائق، يحاسب الإنس والجن والبهائم حسابًا سريعًا عامًا يخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة، وأما الكفار فإنهم لا يحاسبون محاسبة وزن أعمال لأنه لا أعمال لهم ولكن تعد أعمالهم فتحصى وتعرض عليهم ويقررون بها ثم بعد ذلك يسيرون إلى النار نعوذ بالله من الخذلان.
هذا فيما يتعلق بأحوال الناس يوم القيامة، أما البهائم فإنه يقتص الله تعالى للبهائم بعضها من بعض ويقتص من كل ظالم للمظلوم فلا ظلم اليوم بعد هذا ينقسم الناس إلى قسمين؛ فيذهب بأهل النار إلى النار نسأل الله السلامة ويمضي أهل الإيمان من أهل الإسلام على نحو ما جاءت به الأخبار من ورود الحوض والمرور على الصراط وما إلى ذلك مما سيأتي بيانه وإيضاحه هذا كله بعد الحساب الذي توزن به الأعمال وتعرض على العاملين.
حساب عرض وهذا هو صاحب الحساب اليسير أسال الله أن نكون منهم جميعًا يا رب العالمين وهو الذي يؤتى كتابه بيمينه فيحاسب حسابًا يسيرًا كما قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾[الانشقاق: 7- 8].
وأما الثاني فهو الذي ينال الحساب العسير وهو من يناقش الحساب الذي قال فيه النبي –صلى الله عليه وسلم-: «من نوقش الحساب عذب» أي أُخِذ. وهذا أقسام المحاسبين على أعمالهم بعد الحسنات والسيئات.
أما الكافر فإن الكافر لا يحاسب محاسبة وزن حسنات وسيئات، لأنه يقدم يوم القيامة ليس معه حسنات كما قال تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾[الفرقان: 23] ليس معه حسنة كل من يكون من حسناته يجزي به في الدنيا، ولذلك ليس معه شيء يجازي به يوم القيامة ويدخل به ميزانه بل خفت موازينه ليس له ما يثقل الموازين، ولهذا الكفار يوم القيامة لا يحاسبون محاسبة وزن حسنات وسيئات لأنه قد استوفوا جميع حسناتهم في الدنيا لما كان من عطاء الله لهم وبما أنعم الله تعالى عليهم به من ألوان النعم.
لكن فيما يتعلق بعرض العمل نعم تعرض عليهم أعمالهم يوم القيامة، فيرون ما كان من إنعام الله تعالى عليهم وما كان من عطائه الذي لم يقابله بالشكر فما يكون من الحساب الثابت للكفار يوم القيامة إنما هو حساب العرض وهو الذي قال فيه تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ﴾[الحاقة: 25- 27] فأثبت حسابا لكن هذا الحساب ليس وزنا للحسنات والسيئات، إنما هو عرض لما كان من أعمالهم فيعرضها الله تعالى عليهم كما جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة أن الله يخلو بعبده الكافر فيقول له ألم أربعك أجعل لك ربعا ومالًا ألم أزوجك ألم أرئسك فيقول: بلى يا رب فيقول: أكنت تظن أنك ملاقيَّ؟ فيقول: لا.
يعني لا يعتقد بعثًا ولا نشورًا، فيقول الله –عز وجل- له: اليوم أنساك كما نسيتني. يعني: اليوم أتركك في العذاب كما تركت الإيمان بي وبملاقاتي، وهذا في حال الكافر هو الحساب الثابت في مثل قوله تعالى: ﴿وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ﴾[الحاقة: 26] ويمكن أن يقال ولا أدري ما حسابيه أي: جزاء العمل الذي عمل به.
وليعلم أن الكفار ليسوا على درجة واحدة فيما يكون من كفرهم:
بل هم على درجات ومراتب ولذلك قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ العَذَابِ﴾[النحل: 88] فهم ليسوا على درجة واحدة بل هم مراتب، فذكر لهؤلاء الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله جمعوا الكفر جمعوا إلى الكفر الصد عن سبيل الله، وهو صرف الناس عن الإيمان بالله زدناهم عذابًا فوق العذاب، وقال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾[التوبة: 37] يعني زيادة على كفرهم حرفوا وبدلوا الشرائع، فكان ذلك زيادة في كفرهم والنار معلوم أنها درجات ومنازل يتبوأها أهلها على وفق ما يكون من أعمالهم كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾[النساء: 145].
وقد أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم عن تفاوت عذاب أهل الجحيم فيما أخبر به من عذاب أبي طالب وأنه في ضحضاح من نار، الضحضاح هو النار التي تبلغ إلى قدر الكعبين «إنه في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار»، فدلت هذه النصوص على تفاوت أهل النار في عذابهم وفق ما معهم من الكفر وسيء العمل.
والخلاصة أن الله يحاسب الخلائق، يحاسب الإنس والجن والبهائم حسابًا سريعًا عامًا يخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة، وأما الكفار فإنهم لا يحاسبون محاسبة وزن أعمال لأنه لا أعمال لهم ولكن تعد أعمالهم فتحصى وتعرض عليهم ويقررون بها ثم بعد ذلك يسيرون إلى النار نعوذ بالله من الخذلان.
هذا فيما يتعلق بأحوال الناس يوم القيامة، أما البهائم فإنه يقتص الله تعالى للبهائم بعضها من بعض ويقتص من كل ظالم للمظلوم فلا ظلم اليوم بعد هذا ينقسم الناس إلى قسمين؛ فيذهب بأهل النار إلى النار نسأل الله السلامة ويمضي أهل الإيمان من أهل الإسلام على نحو ما جاءت به الأخبار من ورود الحوض والمرور على الصراط وما إلى ذلك مما سيأتي بيانه وإيضاحه هذا كله بعد الحساب الذي توزن به الأعمال وتعرض على العاملين.
بل هم على درجات ومراتب ولذلك قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ العَذَابِ﴾[النحل: 88] فهم ليسوا على درجة واحدة بل هم مراتب، فذكر لهؤلاء الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله جمعوا الكفر جمعوا إلى الكفر الصد عن سبيل الله، وهو صرف الناس عن الإيمان بالله زدناهم عذابًا فوق العذاب، وقال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾[التوبة: 37] يعني زيادة على كفرهم حرفوا وبدلوا الشرائع، فكان ذلك زيادة في كفرهم والنار معلوم أنها درجات ومنازل يتبوأها أهلها على وفق ما يكون من أعمالهم كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾[النساء: 145].
وقد أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم عن تفاوت عذاب أهل الجحيم فيما أخبر به من عذاب أبي طالب وأنه في ضحضاح من نار، الضحضاح هو النار التي تبلغ إلى قدر الكعبين «إنه في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار»، فدلت هذه النصوص على تفاوت أهل النار في عذابهم وفق ما معهم من الكفر وسيء العمل.
والخلاصة أن الله يحاسب الخلائق، يحاسب الإنس والجن والبهائم حسابًا سريعًا عامًا يخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة، وأما الكفار فإنهم لا يحاسبون محاسبة وزن أعمال لأنه لا أعمال لهم ولكن تعد أعمالهم فتحصى وتعرض عليهم ويقررون بها ثم بعد ذلك يسيرون إلى النار نعوذ بالله من الخذلان.
هذا فيما يتعلق بأحوال الناس يوم القيامة، أما البهائم فإنه يقتص الله تعالى للبهائم بعضها من بعض ويقتص من كل ظالم للمظلوم فلا ظلم اليوم بعد هذا ينقسم الناس إلى قسمين؛ فيذهب بأهل النار إلى النار نسأل الله السلامة ويمضي أهل الإيمان من أهل الإسلام على نحو ما جاءت به الأخبار من ورود الحوض والمرور على الصراط وما إلى ذلك مما سيأتي بيانه وإيضاحه هذا كله بعد الحساب الذي توزن به الأعمال وتعرض على العاملين.