وهذه الأمثلة التي ذكرها المؤلف - رحمه الله - هي أنواع من العبادات؛ فالعبادة اسم جامع لكل ما أمر الله - تعالى - به ورسوله من الأقوال والأعمال، الواجبة والمستحبة، الظاهرة والباطنة، سواء كانت عقدًا، أو قولًا، أو عملًا.
يقول - رحمه الله -: "﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾[الفاتحة:5] هي السُّجود، والتوكُّل، والإنابة"، السجود فعل، والتوكل عمل قلبي، والإنابة عمل قلبي، والتقوى عمل قلبي تظهر آثاره على الجوارح والأقوال، والخشية والتوبة كلها أعمال قلبية، والنذور أعمال قولية قد يتبعها أعمال بدنية، "والحلف، والتَّسبيح، والتَّكبير، والتَّهليل، والتَّحميد، والاستغفار، وحلق الرأس خضوعًا وتعبُّدًا، والدعاء، كل ذلك محض حق الله"؛ يعني لا يجوز صرفه لغير الله، فالتوحيد: هو إفراد الله بالعبادة، والعبادة تشمل عبادة القلب كالتوكل، والخوف، والرجاء، والمحبة، وتشمل عبادة اللسان بأن لا تقول ما يكون شركًا، فلا تحلف بغير الله، ولا تسوِّ غير الله بالله، وكذلك بالبدن، وترك السجود لغير الله – عزَّ وجلَّ -، والنذور بالذبح ونحوها، وما أشبه ذلك مما يفعله من طمس الله بصيرته.