التوبة حقٌّ لله - عزَّ وجلَّ -؛ ولذلك قال الرجل: "اللهم إنِّي أتوب إليك"؛ يعني أقلع عن الذنب مخلصًا لك، وأعزم على عدم العودة إليه رغبة فيما عندك "لا أتوب إلى محمد"؛ يعني: لا أتوب لأجله، فهذا حقق الإخلاص في التوبة.
والتوبة ندمٌ في القلب يتحقق بالإخلاص لله - عزَّ وجلَّ - في ذلك، والإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم العودة إليه؛ هذه شروط التوبة التي تتحقق بها، التوبة ندم ولا بد فيه من إخلاص، وإقلاع، وعزم على عدم العودة؛ وهذا معنى قوله: "اللهم إنِّي أتوب إليك"؛ أي: مخلصًا إليك رغبة فيما عندك، لا أتوب إلى محمد رغبة فيما عنده، أو خوفًا من عقابه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «عرف الحقَّ لأهله»؛ يعني عرف ما يجب لصاحبه، فالتوبة إنَّما تكون لله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا﴾[التحريم:8]؛ أي: خالصة من أن تكون لشيء غير الله – عزَّ وجلَّ -.
ثم قال – رحمه الله -: "وأمَّا الشرك في الإرادات"؛ هذا ثالث أنواع الشرك، وهو ما يكون من الشرك في العقائد، والمقاصد، والإرادات.