قال: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ...»".
هنا يتبين لنا -كما سيتضح- أن أبواب الجنة مسماة بالأعمال الصالحة، فهي موجِبة الدخول؛ قال الله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ الزخرف: 72 فسبب دخول الجنة هو العمل الصالح؛ ولذلك سميت الأبواب بالأعمال الصالحة.
قوله صلى الله عليه وسلم:«مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» أي: صنفين، الزوج المقصود به الصنف؛ والمعنى: مَن أنفق صنفين مما يُتقرب به إلى الله بالنفقة فيه، سواء كان مطعومًا، مشروبًا، نقدًا، متاعًا، عقارًا.
قوله صلى الله عليه وسلم:«فِي سَبِيلِ اللَّهِ» أي: في الجهاد، هذا معنى، أو مخلصًا في الإنفاق وهذا معنى آخر، فيراد به أحد هذين المعنيين؛ إما بمعنى الجهاد، وهذا هو الغالب في استعمالات النصوص الشرعية لـ(سبيل الله)، وإما أن يكون ما هو أعم من ذلك، فيُحمل على الإخلاص، وأن يكون عمله خالصًا، وهذا تنبيه إلى أنه لا يَنال هذه الفضائل المذكورة إلا بشرطين:
الشرط الأول: أن يكون عمله خالصًا.
والشرط الثاني: أن يكون عمله صالحًا.
قال الله تعالى:﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ الكهف:110.