قوله صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ» هذا يبين فائدة الزواج وأنه يتحقق به العفاف بغض البصر، وثمرته تحصين الفرج، وابتدأ بغض البصر؛ لأنه المفتاح الذي يؤدي إلى فساد الفرج؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: «الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ، وَزِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا السَّمْعُ»، ثم بعد ذلك قال: «وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ»البخاري (6243)، ومسلم (2657) كلاهما بنحوه أي: يصدق هذا الزنا في خطواته، أو يكذبه بألا يقع.
قوله صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ» من لم يستطع الباءة؛ القدرة على الزواج، فعليه بالصوم، أي: فليلزم الصوم. وجمهور العلماء على أن الأمر هنا للاستحباب، وليس للوجوب. والصوم هنا سواء كان المقصود به الإكثار منه أو لا، فهو في غير الواجب، الواجب فرضه بغير هذا، لكن في الصيام المتطوعَّ به.
قوله صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» أي: فإنه له مانع من عَنَت ترك الزواج، فالوجاء هنا أي: يحجبه، يقيه من شر الشهوة والرغبة.
وهذا أحد ما أمر الله تعالى به لمن لا يستطيع الزواج، ولكن أمر أيضًا في كتابه بقوله:﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا﴾ النور: 33أي: فليستعملوا العفاف، والصومُ مما يحقق ويعين على العفاف.