قوله رحمه الله:"بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا»" ثم ساق جملة من الأحاديث، وقد ذكر في صدر الباب حديث عمار رضي الله عنه في صيام يوم الشك.
فيما يتعلق بالصوم لرؤية الهلال، والفطر لرؤيته، هذا محل اتفاق، لا خلاف بين أهل العلم في أن رمضان يصام لرؤية الهلال، ويفطر لرؤيته، هذا هو الأصل الذي دلت عليه الأحاديث، وذلك أن :المواقيت الشرعية منوطة برؤية الهلال.
إن الله تعالى جعل الهلال محلًّا للمواقيت العبادية؛ قال تعالى:﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾ البقرة: 189؛ مواقيت للناس في مصالح دنياهم، والحج في عباداتهم، فهو ميقات في مصالح الدنيا، وفيما أناط الله تعالى به من العبادات، وإنما ذكر الحج؛ لأنه أعظم ما يرتبط بالهلال من العبادات في أركان الإسلام وشرائعه، وقد قدم المصنف الحج ذكرًا على الصوم.
وعلى كل حال المقصود أن الآية دليل على أن كل توقيت شرعي شهري أو حتى سنوي، فإنه منوط بالهلال، السنوي والشهري، كل أحكام الشريعة التي تتعلق بالأشهر أو بالسنوات فإنما المعتبر فيه سير الهلال، لا سير الشمس؛ لأن الناس اليوم يعملون في توقيت الأشهر وحسابها بسير الشمس.
قوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ» وهو البادي في الأفق في أول الشهر.
قوله صلى الله عليه وسلم: «فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا» وهو البادي أول الشهر التالي من شهر الصوم. وعلى هذا دارت الأحاديث.