صيام ثلاثة أيام من كل شهر هو من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من السنن المتفَق عليها عن النبي صلى الله عليه وسلم، جاءت الوصية به في أحاديث عديدة، أوصي بها أبا ذر، وفي الحديث هنا أوصى بها أبا هريرة رضي الله عنه، كما أوصى بها أبا الدرداء.
وقد جاء في بعض الروايات من حديث أبي ذر أنه صلى الله عليه وسلم قال: «صُمْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ»مسند أحمد (21437)، وحسنه الترمذي (761)، وصححه ابن خزيمة (2128)، وهذا هو الدليل على تخصيص هذه الأيام بالصيام، وهي الأيام البيض، وسنيتها متفق عليها بين أهل العلم؛ لما جاء من الأحاديث في ذلك، لكن صيام ثلاثة أيام من كل شهر يتحقق بالصوم في أي الشهر كاملًا، من أوله أو آخره، كما جاء من حديث عائشة وحديث عبد الله بن عباس وحديث أنس المتقدم، لكن أفضل ما تصام فيه الأيام الثلاثة من كل شهر أن توافق الأيام البيض، فإن لم يصمها وصامها مفرقةً، أو صامها مجتمعة في أول الشهر أو في آخره تحققت الوصية التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة وغيره من الصحابة في صيام ثلاثة أيام من كل شهر.
وجاء في فضيلته أنه صيام الدهر كما في بعض روايات حديث عبد الله بن عمرو: صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر؛ لأن كل يوم بعشرة أيام، فيكون بذلك قد صام الشهر كاملًا، فإذا كان في كل شهر يصوم ثلاثة أيام يكون قد صام السنة كاملة من حيث الثواب والأجر.
