الإحرام عمل قلبي في الأصل، وذلك هو الدخول في التحريم، فأنت عندما تقول: أحرمت؛ أي: أني دخلت في تحريم أشياء حرَّمها الله تعالى عَلَيَّ، ومنعني منها في هذا العمل، الذي هو عمل الحج.
فكذلك عندما يترك الإنسان شيئًا من الأعمال؛ على سبيل المثال في الصلاة تُسمَّى التكبيرة تكبيرة الإحرام، يقول: الله أكبر؛ وهذا لأنه يُحرِّم على نفسه كل ما يخالف هيئة المصلي من الاشتغال باللباس، من الاشتغال بسائر ما يشتغل به غير المصلين؛ من حركة، وكلام، وما إلى ذلك.
المقصود: أن الإحرام هو نية الدخول في أعمال الحج والعمرة، وهو الدخول في الحج والعمرة، هذه كلمات متقاربة، وإن كان المتخصصون يوجدون فروقًا بين هذا وهذا، ولكن نحن في المفهوم العام المبسط، ما هو الإحرام؟
هو أن تعقد في قلبك أنك التزمت الآن أحكام الإحرام من اجتناب المحظورات، وفعل المأمورات؛ لأن الإحرام له مقتضيات؛ واجبات تقوم بها، وممنوعات تجتنبها، فإذا عقدت قلبك على الالتزام بهذه الواجبات فِعْلًا، وبهذه المحرمات اجتنابًا وتركًا، فقد دخلت في الإحرام.
بعد ذلك ينبغي أن يعلم أن الإحرام له سنن، وآداب، وله أحكام، وشعائر ينبغي أن يراعيها المسلم، وأن يحرص عليها.
