تجريد التوحيد المفيد

من 2017-12-30 وحتى 2020-01-15
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1634

التاريخ : 2018-01-21 13:17:18


 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:

غفر الله لشيخنا وللسامعين، قال المصنف - رحمه الله - تعالى - في كتابه "تجريد التوحيد المفيد": "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين".

شرع المؤلف - رحمه الله - في هذا الكتاب الذي وسمه بهذا الاسم: "تجريد التوحيد المفيد".

والتجريد: هو تخليص الشيء من الشوائب، ومقصوده بالتوحيد في هذا الكتاب: توحيد الإلهية، أو توحيد العبادة.

فالتوحيد يطلق على توحيد العبادة، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات؛ وكل هذه الأنواع يتصل بعضها ببعض، وسيتبين من خلال قراءتنا ما الرابط بين الأنواع الثلاثة؟

إلَّا أنَّ مقصود المؤلف - رحمه الله - بالتوحيد في هذا الكتاب في المقام الأول: توحيد العبادة؛ وهو إفراد الله - تعالى - بما يستحقه من العبودية؛ وهو توحيد الإلهية الذي هو معنى لا إله إلَّا الله؛ وهو كلمة التقوى، وهو وصية الله - تعالى - للأولين والآخرين، ووصْفُه له - رحمه الله - بالمفيد هو وصفٌ للتجريد.

وأمَّا التوحيد؛ فإنَّ التوحيد بالتأكيد أنَّه مفيد لكل من حققه، فمقصوده - رحمه الله - "بالمفيد"؛ هو وصفٌ لكتابه؛ أي أنه تجريد التوحيد على نحو تحصل به الفائدة لمن طالعه وقرأه، وعرف مضمونه.

 

  

وقد افتتح المؤلف - رحمه الله - هذه الرسالة المباركة بالبسملة، والحمد لله؛ فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم"، والبداءة بالبسملة سنة نبوية، وهو مما جرى عليه كلام الله عزَّ وجلَّ - في كتابه، فإنَّ الله - سبحانه وبحمده افتتح كتابه بالبسملة، فقال - جلَّ وعلا - : ﴿بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ﴾ [الفاتحة:1]  ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة:2]، والبسملة آية في أول كل سورة، وليست منها عدا سورة براءة، وهي جزء آية في سورة النمل، وهي جملة مفيدة يقصد بها التبرك، وطلب العون باستصحاب ذكر الله - عزَّ وجلَّ - ، وأسمائه وصفاته - سبحانه وبحمده -.

  

وعَطَفَ على البسملة حمد الله - عزَّ وجلَّ -؛ وهذا لمزيد تكميل، وإلَّا فإنَّ البسملة كافية في افتتاح الكتب، ولكن ذكر الحمد هو مما جاء في القرآن في بعض مواضع الكتاب في افتتاح السور؛ فافتتح الله - تعالى - سورة الفاتحة بالحمد، وكذلك بعض السور كسورة الأنعام، وسورة الكهف، وسورة فاطر، ونحو ذلك.

والحمد لله - عزَّ وجلَّ -: هو ذكر الله - عزَّ وجلَّ - بصفات الكمال محبةً وتعظيمًا؛ ولذلك يذكر الله - جلَّ وعلا - بعد حمده من موجبات حمده من أسمائه، وصفاته، وجميل أفعاله - سبحانه وبحمده -.

من ذلك: ما فعله المؤلف - رحمه الله - هنا؛ حيث قال: "الحمد لله ربِّ العالمين"، واختصر على هذين الاسمين في افتتاح كتابه للدلالة على أنَّه سيدور بحثه، وكلامه على معنى هذين الاسمين العظيمين؛ على الإلهية المستفادة من اسم الله، وعلى الربوبية المستفادة من اسم ربِّ العالمين.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق