تجريد التوحيد المفيد

من 2017-12-30 وحتى 2020-01-15
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1492

التاريخ : 2018-01-21 13:24:40


قال - رحمه الله -: "فمعنى قوله تعالى: {رَبِّ الْعَالَمِينَ}: رابِّ العالمين؛ فإن الربَّ - سبحانه وتعالى - هو الخالق الموجد لعباده، القائم بتربيتهم وإصلاحهم، المتكفّل بصلاحهم من خلقٍ ورزقٍ وعافيةٍ وإصلاح دين ودنيا"؛ فبيَّن - رحمه الله - معنى الرب، وبيَّن اشتقاقه، وأصله من حيث اللغة، ثمَّ بعد أن فرغ من بيان أصل المادة بيَّن معناها.

فـ{رَبِّ الْعَالَمِينَ}: هو رابُّ العالمين، والربُّ: "هو الخالق الموجد لعباده"؛ هذا المعنى الأول.

"القائم بتربيتهم وإصلاحهم"؛ هذا المعنى الثاني.

"المتكفل بإصلاحهم من خلقٍ، ورزقٍ، وعافيةٍ، وإصلاح دين ودنيا"؛ وهذه المعاني لا ريب أنَّها مما يدل عليه هذا الاسم؛ فإنَّ ربَّ العالمين هو الخالق، وهو - جلَّ وعلا - الموجد من العدم، وقد أخبر الله - جلَّ وعلا - في كتابه عن خلقه لكلِّ شيءٍ، وأنَّه سبحانه خالق الخلق، وأنَّه - جلَّ في علاه - الموجد لهم من العدم؛ قال الله تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا﴾[الإنسان:1]، وقال تعالى: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾[الطور:35].

فالربوبية من حيث المعنى تدل على الخلق؛ فإنَّ الربَّ هو الخالق - جلَّ في علاه -، وهو أيضًا القائم على عباده بما يصلحهم كما قال - جلَّ وعلا -: ﴿أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾ [الرعد:33]؛ فالله – تعالى - قائم على كل نفس بما كسبت، فيسوق إليها رزقها، وييسر لها ما يقوتها، وما يصلحها، فلا قيام لشيء إلا به سبحانه وبحمده؛ وهذا من معاني اسمه القيوم، فبه قامت السماوات والأرض، وبه قام الخلق، وبه تقوم كلُّ نفس، فالربُّ هو القائم على عباده بما يصلحهم خَلقًا، ومُلكًا، ورزقًا، وتدبيرًا.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق