تجريد التوحيد المفيد

من 2017-12-30 وحتى 2020-01-15
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1621

التاريخ : 2018-01-21 13:26:25


قال - رحمه الله -: "ويفردونه بالحب، والخوف، والرجاء، والإخبات، والتَّوبة والنَّذر، والطَّاعة، والطَّلب، والتَّوكل، ونحو هذه الأشياء".

بعد أن ذكر الحب ذكر ما يقترن به، وما ينتج عنه، فالحب ينتج عنه عملان قلبيان؛ الخوف، والرجاء؛ ولهذا ذكرهما قرينين للحب، فالحب هو رأس الأمر، وهو أصله، وهو منطلقه، ثمَّ بعد ذلك يتبع الحب الخوف، والرجاء؛ وهذه الأعمال الثلاثة من أعمال القلوب هي مرتكزات توحيد العبادة لله - عزَّ وجلَّ -.

فإفراد الله بالعبادة لا يتحقق إلَّا بكمال الحب، وكمال الخوف، وكمال الرجاء؛ أي: إفراد الله بالمحبة، إفراد الله بالخوف، إفراد الله - تعالى - بالرجاء، وقد ذكر الله – تعالى - ذلك في سورة الإسراء: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلًا﴾[الإسراء:56]، ثمَّ يقول - جلَّ وعلا -: ﴿أُوْلَئِكَ﴾ [الإسراء:57]؛ يعني الذين تدعونهم من دون الله من الصالحين، وأولياء الله المقربين ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ﴾[الإسراء:57]؛ فذكر ثلاثة أعمال من أعمالهم ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ﴾ [الإسراء:57]؛ وذلك بحبه والإقبال عليه، ثمَّ ذكر بعد ذلك عملين؛ فقال: ﴿وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ﴾[الإسراء:57]؛ فهذه الآية تضمنت هذه المقامات الثلاثة؛ بدأها الله - عزَّ وجلَّ - بالمحبة فقال: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾[الإسراء:57]؛ أي يبتغون القرب إليه - جلَّ وعلا -؛ وذلك بمحبته.

  

فالحب هو أول المقامات وأعظمها متى ما أتى به العبد أتى ببقية موجبات النجاة، وتمهد له طريق تحقيق العبودية لله - عزَّ وجلَّ -؛ فالمحبة الصادقة توجب الخوف من المحبوب، وتوجب رجاء ما عنده؛ الخوف من المحبوب: في أن يبعدك، وألا يضمك إلى أوليائه وعباده، والرجاء؛ أي الطمع في أن يجعلك من أوليائه، ومن عباده الصالحين؛ فهذه الأعمال الثلاثة مقترنة، إلَّا أن رأسها وأساسها حب الله - عزَّ وجلَّ -؛ ولهذا مثَّل العلماء - رحمهم الله - هذه الأعمال الثلاثة بالطائر؛ فالحب رأسه، والخوف والرجاء جناحاه، وإنما يستوي المسير باستواء الجناحين، فإذا استوى الجناحان سار الطير سيرًا حسنًا وإلا سقط، وأما الرأس فلا حياة إلا به؛ ولذلك إذا قطع الرأس لم ينفع شيء؛ لأنه يفارق الحياة، فإذا غاب الحب فلا ينفع خوف ولا رجاء، بل لا يتحقق خوف ولا رجاء، إنما أصل ذلك أن يحقق العبد الكمال في هذه المقامات الثلاثة لتحقيق العبودية لله.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق