تجريد التوحيد المفيد

من 2017-12-30 وحتى 2020-01-15
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1475

التاريخ : 2018-01-23 03:12:42

طباعة الصفحة   

قال - رحمه الله -: "القشر الثاني: ألا يكون في القلب مخالفة ولا إنكار لمفهوم هذا القول، بل يشتمل القلب على اعتقاد ذلك والتصديق به، وهذا هو توحيد عامة النّاس".

أما القشر الثاني - وهو ما يكون من أعمال القلوب - فقال: "والقشر الثاني: ألا يكون في القلب مخالفة ولا إنكار لمفهوم هذا القول، بل يشتمل القلب على اعتقاد ذلك والتصديق به، وهذا هو توحيد عامة النّاس"؛ هذا هو القشر الثاني، والحقيقة أن تسمية هذا قشرًا محل نظر؛ فإنَّه قد تقدم قبل قليل في ذكر معنى القشر: أنَّه ما غطى الشيء، وما ستره، وما ظهر منه، وما ذكره - رحمه الله - مما يتعلق بالقلب ليس شيئًا ظاهرًا، بل هو شيء خفي، لا يطَّلع عليه إلَّا الله جلَّ وعلا، وهو العالم بالسرائر: ﴿يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾ [طه:7]، ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر:19]، وهو عليم بذات الصدور - جلَّ في علاه -، فلا سبيل إلى علم هذا الشيء، بل هو مما لا يطَّلع عليه إلَّا الله جلَّ في علاه، فتسميته قشرًا محل نظر.

ولعله ذكر ذلك تغليبًا، وإلَّا فإنَّ ذلك لا يسمى قشرًا، بل هو في الحقيقة لب، وجوهر، ومعنى؛ قال - رحمه الله -: "ألا يكون في القلب مخالفة ولا إنكار لمفهوم هذا القول".

    

والمقصود: أن الكلمة - كلمة لا إله إلَّا الله - إنَّما تنفع قائلها إذا اعتقد معناها، فيكون قلبه مقرًّا بانَّه لا معبود حقٌّ إلَّا الله، وأنَّه لا يستحق العبادة سواه؛ هذا هو التوحيد الذي يحصل به النجاة، وهو أن يجتمع قول اللسان وعقد القلب؛ ولهذا أجمع علماء الأمة على اختلاف أزمنتهم وأطباقهم أنَّ الإيمان: قول وعمل؛ قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح.

وقول القلب: هو تصديقه، وإقراره، ومعرفته، وعمل القلب: هو سائر ما يكون من أعمال القلوب من المحبة، والخوف، والرجاء، والتوكل، والإنابة، والخشية، وغير ذلك.

فلا يمكن أن يقرَّ في قلب عبد إيمان، ولا إسلام، ولا صلاح، ولا تقى، ولا هدى، ولا إحسان إلا بأن يجمع معه القول، ويكتمل بذلك عقد الإيمان قولًا وعقدًا، ونيةً وقصدًا، وقولًا وعملًا، وإصابة وموافقة للسنة؛ هذا معنى قوله - رحمه الله -: "ألَّا يكون في القلب مخالفة ولا إنكار لمفهوم هذا القول"؛ فيخلو القلب من اعتقاد ما يناقض هذه الكلمة، "بل يشتمل القلب على اعتقاد ذلك"؛ يعني اليقين، وتمام التصديق، والإقرار بمعنى لا إله إلا الله.

    

"وهذا هو توحيد عامة الناس"؛ يعني: وهذا التوحيد هو المطلوب من جميع المكلفين أن يقرُّوا بأنَّه لا إله إلا الله بقلوبهم، وأن يتكلموا بها بألسنتهم، فيقولوا: لا إله إلَّا الله بألسنتهم، مع اعتقاد أنَّه لا معبود إلَّا الله، لا معبود حقٌّ إلَّا الله، لا يستحق العبادة سوى الله جلَّ وعلا؛ وهذا معنى قوله: "وهذا هو توحيد عامة الناس"؛ يعني هذا التوحيد في مرتبته الدنيا التي تُطلب من كل أحد؛ ليحقق بذلك الإيمان والإسلام، وينضم إلى الموحدين؛ أهل الصراط المستقيم.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق