تجريد التوحيد المفيد

من 2017-12-30 وحتى 2020-01-15
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1498

التاريخ : 2018-01-24 06:10:30


قال - رحمه الله -: "وربوبيَّته سبحانه للعالم الربوبيَّة الكاملة المطلقة الشاملة تبطل أقوالهم؛ لأنها تقتضي ربوبيَّته لجميع ما فيه من الذوات والصفات والحركات والأفعال.

وحقيقة قول القدرية المجوسية: أنَّه تعالى ليس ربًّا لأفعال الحيوان ولا تتناولها ربوبيَّته؛ إذ كيف يتناول ما لا يدخل تحت قدرته ومشيئته وخلقه".

قال - رحمه الله -: "وربوبيته سبحانه للعالم الربوبية الكاملة المطلقة الشاملة تبطل أقوالهم"، والله - عزَّ وجلَّ - قد أخبر في القرآن عن ربوبيته لكل شيء؛ قال الله - تعالى -: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[الفاتحة:2]، والعالمون جمع عالم، والعالم هو كل ما سوى الله - عزَّ وجلَّ - فهو عالم، فكل ما سوى الله مربوب له، مخلوق له، تحت ملكه وتدبيره وتصريفه، لا يخرج عن تقديره - جلَّ في علاه - ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾[مريم:93]، وقد قال الله - جلَّ وعلا -: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾[الزمر:62]؛ فما من شيء يخرج عن خلقه - سبحانه وبحمده -.

  

فربوبية الله - عزَّ وجلَّ - للعالم كله تنقض هذه المقالة؛ وهي أنَّ الله لم يخلق أفعال العباد؛ يقول - رحمه الله -: "لأنَّها تقتضي"؛ أي الربوبية العامة "تقتضي ربوبية الله لجميع ما فيه من الذوات"؛ أي: جميع ما في العالم من الذوات؛ يعني الأعيان "والصفات"؛ وهي الأمور العارضة، "والحركات والأفعال، وحقيقة قول القدرية المجوسية: أنَّ الله تعالى ليس ربًّا لأفعال الحيوان" لأنَّه يخلق فعل نفسه، "ولا تتناولها ربوبيته"؛ وهذا يكذِّب ما دلَّت عليه الأدلة من عموم ربوبية الله - تعالى - لكلِّ شيء - سبحانه وتعالى -؛ إذ كيف يتناول ما لا يدخل تحت قدرته، ومشيئته، وخلقه، ﴿وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الحشر:6]، وهو خالق كل شيء - جلَّ في علاه -.

وكل شيء مربوب له - سبحانه وتعالى -، فهو ربُّ العالمين؛ وكل هذا إبطال لمذهب القدرية، وبيان أن القدرية إنما أُتُوا ودخل عليهم الشيطان من جهة أنَّهم قصروا في فهم ربوبية الله العامة، المطلقة لكل شيء.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق