تجريد التوحيد المفيد

من 2017-12-30 وحتى 2020-01-15
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1366

التاريخ : 2018-01-25 17:07:31

طباعة الصفحة   

قال - رحمه الله -: "قلنا: الشرك شركان:

شرك متعلق بذات المعبود وأسمائه وصفاته وأفعاله.

وشرك في عبادته ومعاملته، وإن كان صاحبه يعتقد أنَّه سبحانه وتعالى لا شريك له في ذاته ولا في صفاته.

فأما الشرك الثاني فهو الذي فرغنا من الكلام فيه".

هذا التقسيم، يقول رحمه الله -: "قلنا"؛ يعني في ابتداء الجواب على هذا السؤال "الشرك شركان"؛ يعني أنواع الشرك التي جاءت الرسل بتحريمها، والنهي عنها، وبيان خطورتها، والخبر بأنَها ظلم عظيم نوعان:

النوع الأول: قال عنه: "يتعلق بذات المعبود، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله"؛ يعني الشرك في ربوبيته، وفي أسمائه وصفاته؛ هذا هو القسم الأول؛ الشرك في ربوبيته؛ لأنَّ ربوبيته عنها تصدر أفعاله من الخلق، والملك، والرزق، والتدبير، وسائر معاني الربوبية التي تندرج تحت هذه المعاني، وأسمائه وصفاته؛ لأنَّها تتعلق بذاته، وبما أخبر به من أسمائه وصفاته؛ هذا النوع الأول من الشرك، وهو القسم الأول في تقسيم المؤلف – رحمه الله -.

النوع الثاني: قال: "وشرك في عبادته ومعاملته"؛ وهو الشرك في الإلهية، وهو دائر على تسوية غير الله تعالى - بالله في العبادة؛ أي: صرف العبادة لغير الله – عزَّ وجلَّ -؛ هذا هو شرك الإلهية.

الشرك في الإلهية الذي ينقض لا إله إلَّا الله: أن تجعل غير الله في منزلة الله في التقرب والتعبد في الدعاء، والحلف، والنذر، والخوف، والمحبة، والرجاء، وسائر أنواع العبادات القلبية، أو القولية، أو العملية، كما تقدم في بيان مواطن الشرك، فالتقسيم السابق للشرك إلى ثلاثة أقسام هو بالنظر إلى الشرك في الإلهية، الشرك في الإلهية يكون في الأقوال، يكون في الأفعال، يكون في الإرادات.

فذاك التقسيم هو مندرج تحت هذا القسم، وهو الشرك في عبادته ومعاملته.

    

يقول رحمه الله -: "وشرك في عبادته ومعاملته، وإن كان صاحبه يعتقد أنَّه سبحانه لا شريك له في ذاته ولا في صفاته"؛ يعني قد يكون الإنسان سليم الاعتقاد في توحيد الربوبية، سليم الاعتقاد في الأسماء والصفات، لكن يتخلف في حقِّه توحيد العبادة، فتجده على سبيل المثال يصرف العبادة لغير الله، يدعو غير الله، يعتقد بأنَّ غير الله تقضى منه الحوائج، وتنال به المراغب، إمَّا تسببًا، أو توسطًا، أو غير ذلك مما يزخرفه الشيطان في قلوب هؤلاء ليوقعهم في الضلالات والانحرافات.

قال رحمه الله - بعد هذا: "وأمَّا الشرك الثاني"؛ الشرك الثاني هو الشرك في العبادة والمعاملة، وهو شرك الإلهية.

"وأما الشرك الثاني وهو الذي فرغنا من الكلام فيه، وأشرنا إليه الآن، وسنشبع الكلام فيه إن شاء الله - تعالى-".

"فرغنا من الكلام فيه"؛ حيث قسمه إلى شرك في الأقوال، شرك في الأفعال، شرك في الإرادات، قال: "وأشرنا إليه الآن"؛ يعني في هذا التقسيم، ثمَّ قال: "وسنشبع الكلام فيه إن شاء الله تعالى -"؛ أي: سنفيض في بيانه وإيضاحه، لماذا؟ لأنَّه الذي جاءت الرسل في التحذير منه، والنهي عنه، ولأنَّه الذي وقع الخلل فيه عند أكثر الناس، فأكثر من وقع في الشرك، وقع في شرك الإلهية، وهو مقرٌّ بأنَّ الله ربُّ العالمين، وأنَّ له الأسماء الحسنى، وأنَّ له الصفات العلا، لكنه أخلَّ بتوحيد الإلهية؛ ولذلك قال: "وسنشبع الكلام فيه إن شاء الله تعالى-".

فهذا المؤلَّف "تجريد التوحيد المفيد" لأحمد بن علي المقريزي الشافعي رحمه الله - لتحقيق توحيد الإلهية، وبيان ما يجب فيه، وما يناقضه، وما جاءت النصوص في التحذير من مخالفته، وذكر توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات؛ لأنَّه مما يكمل به العلم بتوحيد الإلهية، ويستلزم توحيد الإلهية، كما أنَّ توحيد الإلهية تضمن تكميل توحيد الربوبية، والأسماء والصفات.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق