تجريد التوحيد المفيد

من 2017-12-30 وحتى 2020-01-15
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1427

التاريخ : 2018-01-27 15:57:32


"ومن هذا شرك أهل الوحدة، ومنه شرك الملاحدة القائلين بقدم العالم وأبديته، وأن الحوادث بأسرها مستندة إلى أسباب ووسائط اقتضت إيجادها، ويسمونها العقول والنفوس.

ومنه شرك معطلة الأسماء والصفات، كالجهمية والقرامطة وغلاة المعتزلة.

النوع الثاني: شرك التمثيل، وهو شرك من جعل معه إلهًا آخر، كالنصارى".

إذًا هذا الأول وهو شرك التعطيل ضرب له أمثلة فقال:

  

"ومن هذا" أي: ومن شرك التعطيل "شرك أهل الوحدة" أهل الوحدة من هم؟ الذين يقولون: إن الله قد اتحد بخلقه، فيقول أحدهم: سبحاني ما أعظم شأني. يقولون:

العبد رب والرب عبدٌ *** يا ليت شعري من المكلف.

فيزعمون زورًا وكذبًا أن الله متحدٌ بخلقه، وهذا من أبطل الباطل، وأكذب الكفر، وهو أقبح من شرك الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة؛ لأن أولئك قالوا: إن الله حل في عيسى فصار إلهًا، وهؤلاء أهل الوحدة، أهل وحدة الوجود، يقولون: إن الله حل في كل شيء حتى أعوذ بالله قالوا: إنه حل في الكلاب والخنازير، فيقول أحدهم:

وما الكلب والخنزير إلا إلهنا *** وما ربنا إلا عابدٌ في صومعة

هذه الأقوال القبيحة التي تقشعر منها جلود أهل الإيمان وتشمئز منها قلوبهم يعتقدها بعض الناس في رب العالمين، هؤلاء هم أهل وحدة الوجود.

  

يقول - رحمه الله -: "ومنه: شرك الملاحدة القائلين بقدم العالم وأبديته" الذين يقولون: إن هذا العالم لا أول له ولا رب له، وهو شائعٌ في كثيرٍ من البشر في هذا الزمان الذين يفرون من إثبات رب العالمين المالك، الخالق، الرازق، المدبر إلى قولهم: هذا العالم نتج عن قوةٍ عظمى، وهو قديم، ثم لا يُثبتون شيئًا يعبدون ولا يتوجهون إليه ولا يعرفون هذه القوة العظمى التي يزعمونها، وهو فرارٌ من إثبات رب العالمين - جل في علاه -.

قال: "وأن الحوادث بأسرها مستندة إلى أسباب ووسائط اقتضت إيجادها ويسمونها العقول والنفوس" وكل هذه ضلالات وانحرافات نسأل الله أن يطهر قلوبنا والمسلمين منها، وأن يحفظ علينا إيماننا، وأن يكمل في قلوبنا محبته وتعظيمه.

  

قال: "ومنه شرك معطّلة الأسماء والصفات" الذين يقولون: ليس لله أسماء ولا له صفات، وهؤلاء يكذبون القرآن، فالقرآن مليءٌ بالخبر عن أسماء الله، وعن صفاته؛ ﴿بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، هذا الاستفتاح وهو آية في كل سورةٍ من القرآن إلا سورة براءة، فيه ثلاثة أسماء من أسماء الله، وهي تتضمن صفتين: الألوهية، وكمال الرحمة، فهو الرحمن الرحيم - جل في علاه -، فتتضمن هذه الأسماء الثلاثة من أسمائه هذه المعاني التي يُدركها عامة أهل الإسلام، ولا يتكلفون في فهمها، ولا في التوصل إلى معانيها؛ لمعرفتهم بلسان العرب، وأن الله قد خاطبهم بلسان عربي مبين.

فيأتي هؤلاء "كالجهمية والقرامطة وغلاة المعتزلة" فينكرون الصفات، ويقولون: ليس لله صفة، فهو عليمٌ بلا علم، سميع بلا سمع؛ هؤلاء المعتزلة، وأما الجهمية فلا يثبتون له سمعًا، ولا بصرًا، ولا حياةً، ولا يثبتون له اسم السميع، ولا العليم، ولا الحي ولا القيوم، فيجعلونه عدمًا - جل في علاه - سبحانه وبحمده -.

وهذا كله من شرك التعطيل الذي سلم الله تعالى منه كتابه، وسنة رسوله وأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأهل القرون المفضلة من التابعين وتابعيهم ومن سار على طريقهم ممن شرح الله صدره من أهل السنة والجماعة؛ فهم يثبتون ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل.

  

أما النوع الثاني من أنواع الشرك الذي يوقع الناس في ضلالات وانحرافات وهو "شرك التمثيل" فهو لا يقل خطورةً عن الأول، وإنما بدأ بشرك التعطيل قبل شرك التمثيل؛ لأنه الأكثر انتشارًا؛ ولأن له من الشبه، وله من الاحتجاجات ما قد يروج على بعض الناس؛ فقدَّمه ذكرًا، ولأن شرك التعطيل باقٍ في الناس، وأما شرك التمثيل فهو قد انحسر فليس في عقائد المنتسبين للإسلام اليوم من يقر بالتمثيل؛ ولذلك أخَّره ذكرًا، وإن كان قد تقدم في سالف العصر من مثل الله بخلقه فيما يتعلق بأسمائه وصفاته.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق