تجريد التوحيد المفيد

من 2017-12-30 وحتى 2020-01-15
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 2059

التاريخ : 2018-01-27 15:59:35


"واعلم أن من خصائص الإلهية: الكمال المطلق من جميع الوجوه، الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه، وذلك يوجب أن تكون العبادة له وحده عقلًا وشرعًا وفطرةً، فمن جعل ذلك لغيره فقد شبَّه الغير بمن لا شبيه له، ولشدة قبحه وتضمنه غاية الظلم أخبر من كتب على نفسه الرحمة أنه لا يغفره أبدًا".

هذا جواب على ما تقدم من أسئلة يقول: "واعلم أن من خصائص الإلهية" أي: من موجباتها، وما يتصف به من كان إلهًا "الكمال المطلق" أي: الذي لا نقص فيه بوجهٍ من الوجوه.

قال: "الكمال المطلق من جميع الوجوه" ذاتًا، واسمًا، ووصفًا، وفعلًا، فهذا الذي هذه حاله هو الإله، وهذا لا يكون في أحدٍ من الخلق؛ فالكمال المطلق لله - جل وعلا -، فله المثل الأعلى؛ ﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾[النحل:60] - سبحانه وبحمده -، ولذلك يقول المؤلف - رحمه الله -: "وذلك يوجب" يعني إثبات الكمال المطلق لله - عز وجل - يوجب أن يثبت أن تكون العبادة له وحده عقلًا، وشرعًا وفطرةً، فليس النهي عن الشرك مختصرًا على دلالة الشرع، بل على دلالة العقل والشرع والفطرة.

يقول: "فمن جعل ذلك لغيره" أي: من جعل العبادة لغير الله – عز وجل - المتصف بالكمال المطلق "فقد شبَّه الغير بمن لا شبيه له" والله لا شبيه له، ولا مثيل، ولا نظير، ولا كفء، ولا ند - سبحانه وبحمده - نفى ذلك كله في كتابه؛ فقال: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[البقرة:22]، وقال: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾[مريم:65]، وقال: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾[الشورى:11]، وقال:﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾[الإخلاص:4]، فكل هذه النصوص وغيرها مما يدل على أنه لا نظير له، ولا مثيل، ولا كفء ولا ند ولا سمي، فإذا كان كذلك فإنه لا يجوز أن تصرف العبادة لسواه؛ لذلك قال: "ولشدة قبحه" أي: الشرك به، "وتضمنه غاية الظلم أخبر من كتب على نفسه الرحمة أنه لا يغفره أبدًا".

  

ثم عاد فقال: "ومن خصائص الإلهية والعبودية التي لا تقوم إلا على ساقي الحب والذل، فمن أعطاهما لغيره فقد شبهه بالله في خالص حقه" فيكون ذلك موجبًا لحرمانه من المغفرة ولعظيم عقوبته؛ إذ إن من خصائص الإلهية تمام المحبة وكمال التعظيم؛ فإن العبادة لا تقوم إلا على هذين الساقين،

وعبادة الرحمن غاية حبه *** مع ذل عابده هما قطبان

فهما القطبان اللذان عليهما تدور رحى العبودية، فلا تقوم العبادة إلا بكمال المحبة لله - عز وجل -، وبكمال الذل له، والتعظيم له - جل في علاه -، فإذا كان العبد قد صرف شيئًا من المحبة أو صرف شيئًا من الذل لغيره فقد شبه ذلك الغير بالله رب العالمين؛ فيكون قد وقع في الشرك الذي يوجب هذه العقوبة العظيمة.

قال: "وقُبْحُ هذا مستقر في العقول والفطر" قُبْحُ تشبيه غير الله بالله مستقرٌّ في العقول وفي الفطر؛ فيكون الشرك مذمومًا عقلًا، وشرعًا، وفطرةً، ولعظيم قبحه أوجب الله حرمان المغفرة لمن تورط به.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق