تجريد التوحيد المفيد

من 2017-12-30 وحتى 2020-01-15
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1499

التاريخ : 2018-01-28 02:28:31

طباعة الصفحة   

"وبالجملة فالتشبيه والتشبُّه هو حقيقة الشرك؛ ولذلك كان من ظن أنه إذا تقرَّب إلى غيره بعبادةٍ ما يقرِّبه ذلك الغير إليه تعالى فإنه يخطئ؛ لكونه شبَّهه به، وأخذ ما لا ينبغي أن يكون إلا له، فأشرك معه سبحانه فيه غيره، فبخسه سبحانه حقه، فهذا قبيح عقلًا وشرعًا؛ ولذلك لم يشرع، ولم يغفر؛ فاعلمه".

قال - رحمه الله -: "وبالجملة" أي: إجمال ما تقدم من تفصيل وبيان وتقسيم وتوضيح واستدلال، "فالتشبيه" أي: تشبيه المخلوق بالخالق "والتشبُّه" أي: تشبه المخلوق بالخالق؛ "هو حقيقة الشرك" هذا إجمال لما تقدم من تفصيل وبيان؛ "ولذلك كان من ظن أنه إذا تقرَّب إلى غيره بعبادةٍ ما يقرِّبه ذلك الغير إليه تعالى فإنه يخطئ"؛ هؤلاء الذين يذهبون إلى القبور، هؤلاء الذين يهتفون بأسماء الصالحين، بأسماء الجن، بأسماء الملائكة، هؤلاء الذين يدعون غير الله تعالى ويزعمون أن هؤلاء عندهم من المكانة والجاه ما يقربهم إلى الله - عز وجل - ويقضي حوائجهم، هؤلاء يقول - رحمه الله - عنهم "فإنه يخطئ" هؤلاء مخطئون.

"لكونه شبَّهه به" أي: شبه المخلوق بالخالق، لمَّا دعا غير الله فإنه شبه المخلوق الضعيف، بالخالق القوي القدير الغني الحميد - جل في علاه -، "وأخذ ما لا ينبغي أن يكون إلا له" أي: وأثبت لهذا المخلوق الضعيف ما لا ينبغي أن يكون إلا لله.

لهذا قال: " فأشرك معه سبحانه فيه غيره، فبخسه سبحانه حقه"، وكان بذلك واقعًا في الظلم العظيم الذي قال فيه رب العالمين: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾[لقمان:13].

    

"فهذا قبيح عقلًا وشرعًا" أي: فهذا الذي ذكره من تسوية غير الله بالله، من تشبيه المخلوق بالخالق قبيحٌ عقلًا؛ لأنه لا يمكن أن يُسوي كامل الصفات الذي لا يتطرق إليه نقصٌ بوجهٍ من الوجوه بغيره ممن هو محلٌّ للنقص والقصور والتقصير.

فسبحان من لا نظير له ولا مثيل، ليس له - جل وعلا - كفءٌ ولا ندٌّ ولا مثيلٌ، ولا سمي، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الشورى:11] - جل في علاه -.

قال بعد هذا: "فهذا قبيحٌ شرعًا وعقلًا ولذلك لم يشرع" أي: لم تأت به الشريعة ولم تأذن به، "ولم يُغفر" أي: ولا يغفره الله تعالى.

قال: "فاعلمه" الزم هذا العلم الذي بيَّنه ووضَّحه من أن الشرك ينافي الفطرة، من أن الشرك بالله - عز وجل - ينافي العقل، من أن الشرك بالله - عز وجل - نهت عنه الشريعة، ومنعته وبيَّنت عظيم قبحه وخطورته، وأن صاحبه يُحرم من الجنة ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ﴾[المائدة:72]، ولو كان عنده ما عنده من العمل الصالح، فإذا وقع في الشرك منعه ذلك من دخول الجنة.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق