تجريد التوحيد المفيد

من 2017-12-30 وحتى 2020-01-15
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1324

التاريخ : 2018-03-12 09:53:10


"واعلم أن الناس في عبادة الله تعالى والاستعانة به على أربعة أقسام:

أجلُّها وأفضلها: أهل العبادة والاستعانة بالله عليها، فعبادة الله غاية مرادهم، وطلبهم منه أن يُعينهم عليها ويوفِّقهم للقيام بها نهاية مقصودهم".

الناس فيما يتعلق بالاستعانة والعبادة على أربعة أقسام، وهذه الأقسام الأربعة هي القِسْمَة العقلية التي تنتظم أحوال الناس في تحقيق هذين الأمرين: تحقيق العبادة، وتحقيق الاستعانة.

أولًا: فرض الله على الناس أن يعبدوه وحده لا شريك له، كما فرض عليهم أن يتوكلوا عليه وأن يطلبوا العَوْن منه؛ قال الله - جلَّ وعلا -: ﴿فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾ [هود:123]، ﴿فَاعْبُدْهُ﴾[هود:123]، أي: فاعبد الله وحده لا شريك له، ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾[هود:123]، أي: اعتمد عليه في جلب كل نفعٍ ودفع كل ضر.

فالعبودية التي هي حق الله تعالى فرضٌ على كل أحدٍ من البشر، وكذلك طلب العَوْن لابد أن يكون ذلك من كل بشر، فإنه لا يخلو أحدٌ من طلب عَوْن رب العالمين - جلَّ في علاه -، والناس في تحقيق هذا على أربعة أقسام:

  

القسم الأول: هم من ذكره المؤلف - رحمه الله - بقوله: "أجلُّها وأفضلها: أهل العبادة والاستعانة" أي: الذين حققوا العبادة لله - عزَّ وجلَّ -، وحققوا الاستعانة به.

وهذا ما شرعه الله تعالى لعباده في قوله - جلَّ وعلا -: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾[الفاتحة:5]، فإن قوله: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ [الفاتحة:5] أي: لا نعبد سواك، ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾[الفاتحة:5] أي: لا نستعين بغيرك.

فالواجب على العبد أن يحقق هذين لله - عزَّ وجلَّ -: أن يحقق العبادة لله بقلبه، وقوله، وعمله، فلا يعبد غير الله، وأن يُحَقِّق طلب العون من الله - عزَّ وجلَّ - في كل أمره؛ فإنه لا عَوْن إلا من قِبَلِهِ - جلَّ في علاه -.

  

وهنا يتبادر إلى الذهن أن الاستعانة ليست ممنوعة بالأسباب التي جعلها الله تعالى عونًا لبلوغ الغايات، وهذا مما يَخْتَلِط فيه الأمر على كثيرٍ من الناس.

أمر الله - عزَّ وجلَّ - بالتعاون على البر والتقوى، والتعاون يقتضي تكاتف الجهود، واجتماع الأعمال؛ لتحقيق غرضٍ من الأغراض؛ قال الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾[المائدة:2]، وقد يطلب الإنسان العون من بشر أو من مخلوق، وهذا لا يُنَافِي ما ذكره الله - عزَّ وجلَّ - في قوله: ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾[الفاتحة:5]، فإن الاستعانة المطلقة لا تكون إلا بالله - عزَّ وجلَّ -.

وأما الاستعانة التي هي أخذ سببٍ يوصل إلى نتيجة، جعلها الله تعالى طريقًا لتحصيل غاية، فهذا لا يُلْغِي أنه ينبغي ألا يكون في القلب تعلُّقٌ إلا بالله - عزَّ وجلَّ -، فإنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وإذا عَمَر العبد قلبه بعظيم التوكل على الله وطلب العون منه - سبحانه وبحمده - انقطع نظره للأسباب وصارت الأسباب وسائل يُدْرِك بها الغايات، لكنه لا يُعلِّق قلبه بالسبب، لماذا لا يُعَلِّق قلبه بالسبب؟

لأن السبب لا يمكن أن يأتي بالنتيجة استقلالًا إلا بمشيئة الله، وبتيسيره، وبإزالة ما يمنع من حصول النتيجة بالسبب.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق