أسباب حياة القلوب

من 2018-03-14 وحتى 2021-03-01
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1377

التاريخ : 2018-03-14 18:39:02


قال –رحمه الله-: (حمِدْتُ الذي أَغْنَى وأَقْنَى)، ومعنى "أقنى": أي أنه وَهَبَ الإنسانَ الرِّضا بما أعطاه، والقَنَاعَةَ بما رَزَقَهُ، هذا معنى قوله أقنى؛ وهنا يكون هذا من باب عطف الخاص على العام فيكون الأول غِنَى المال، والثاني غِنَى النفس.

 فيكون معنى قوله: «وأَقْنى»: أي أقنع الإنسان بما في يده، فامتلأت نفسه طُمَأنينة بما رزقه الله تعالى ولم يَتَشَوَّف لمزيد؛ بل وَثِقَ بما عند الله -عَزَّ وَجَلَّ- وكان بما في يد الله تعالى أوثق مما في يده، هكذا قاله بعض أهل العلم.

وقال أخرون: «أقنى» أي أَخْدَمَ الإنسان، أي جعل له مَن يَخْدِمه؛ ويُدْرِكُ به مَصَالِحَهُ ويقضي به حوائجَه.

 وقيل: أن «أقنى» بمعنى أفقر، أي حَمِدْتُ الذي أَغْنَى وأَقْنَى يعني وأفقر؛ وهذا مما يُحْمَد عليه الله -عَزَّ وَجَلَّ-  فإن الله يبسط الْرِزْقَ لِمَن يَشَاء -سبحانه وبحمده- كما أنه يُمْسِكَ الرزق عمن يشاء، كما قال جل في علاه: ﴿يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ[العنكبوت:62] فهو محمودٌ على هذا وذاك، ووجه الحمد على الإفقار أن في الفقر رَحْمَةً تَخْفَىَ عَلى كَثيرٍ من الناس؛ ومن ذلك أَجْلُ الصبر على الفقر؛ كما أن الحمد هنا على القدرة على متضادات المتقابلات فهو كما أنه -جَلَّ في عُلاَه- قَادرٌ على غِنَاه هو قَادِرٌ على الإفقار-جَلَّ في عُلاَه- ولهذا كان مما يذكر الله –تعالى- به تمجيداً وثناءً، قوله في الدعاء في أحق ما يقول العبد: «اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ولا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ».

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق