أسباب حياة القلوب

من 2018-03-14 وحتى 2021-03-01
مقدم المساق
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1355

التاريخ : 2018-03-14 18:39:22

طباعة الصفحة   

ثم قال –رحمه الله-: «وَعَلَّمَا» هذا ثالث ما ذَكَرَهُ من الأفعال التي أوجبت حمد الله تعالى.

 والمقصود بالتعليم هنا: هو أنه -جلَّ في عُلاه- عَلَّمَ الْإِنسَانَ ما فيه مصالح مَعَاشهِ، وَمَعَادهِ.

 فالعلم هنا يشمل نوعي العلم: مصالح المعاش، ومصالح المعاد.

 مصالح المعاش: أي ما يصلح به عيشه من مَأكَلٍ، وَمَشْرَبٍ، وَمَسْكَنٍ، وغير ذلك مما تتحققَ به عِمارة الأرض.

وأما مصالح المَعاد: فهو عَلَّمَهُ ما يَصْلُح به دينُهُ وهذا من أجلِّ ما أنعم الله تعالى به على العبد.

    

وتعليم الله تعالى الإنسان مرَّ بمراحل؛ فعندما نحمد الله على تعليمهِ الإنسان في مثل قوله: ﴿وعَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ[العلق:5]؛ نستحضر أن الله تعالى عَلَّمَ أَدَم الأسماء كلها، فجَاءَ الفضل والمنزلة التي سَمَى بها آدمُ على الملائكة في ذلك الموقف من جهة أن الله خَصَّهُ بالتعليم.

ثم إن الله تعالى يَسَّرَ للعبدِ من أسباب التعلم ما يخرجه من حَيَّز الجهالة، فالإنسان يخرج إلى الدنيا ليس عِنْدَهُ عِلْمٌ بالكلية كما قال تعالى: ﴿وَاَللَّه أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُون أُمَّهَاتكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا[النحل:78] 

فـ ﴿شَيْئًا﴾: نكرة في سياق النفي فتفيد العموم، أي شيئا بالمطلق من مصالح الدين أو مصالح الدنيا، لكن الله –سبحانه وبحمده- مَنَّ على الإنسان بأن مَكَّنَهُ من أسباب التعلم؛ فقال –جَلَّ وعلى-:﴿وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ[الملك:23].

﴿السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ﴾: وسائل الوسائط للتَعَلُّم.

 ﴿والأفئدة﴾: وسائل للفَهم والإدراك.

 فالقلوب هي التي تَعي، وتَفهم، وتُدرك؛ والسمع والبصر: وسائل لتحصيل المعارف التي تُدرك وتُمَيَّز بالقلوب، وهذا من فضل الله تعالى على عباده.

 فقوله –رحمه الله-: «وعَلَّمَا»: يشمل كل ما حَصَلَ به التعليم ابتداءً في تعليم أدم، ثم بعد ذلك في تعليم كل واحد من البشر حيث عَلَّمَهُ الله تعالى مصالح دينه، ومصالح دنياه بما يَسَّرَ الله تعالى له من أوجه الْتَعَلُّم.

    

 وقد بَيَّنَ أَنَّ ذلك من رحمته جلَّ في علاه: ﴿الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)[الرحمن:4]؛ انظر إلى ذِكْر العلم في مقامِ بيان فضل الله ورحمته على عباده في موضعين:

-       في تعليم أمر الدين؛ وذلك من خلال تعليم القرآن.

-       والأمر الثاني: في تعليمه البيان، والبيان هنا هو كل ما يبين به الإنسان عن غَايَتَهِ، وحَاجَتَهِ  ومقصودهِ، ومطلوبهِ سواءً كان ذلك بقول اللسان، أو بخطِّ الْبَنَان، أو بإشارةِ الأصابع وغير ذلك من وسائل البيان التي يُدْرِكُ بها مَصَالِحَهُ، وَحَوَائِجَه.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق