أسباب حياة القلوب

من 2018-03-14 وحتى 2021-03-01
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1648

التاريخ : 2018-04-08 16:05:47


قال _رحمه الله_: "وعين امتراض القلب" يعنى حقيقة مرض القلب وسقمه "فقد الذي له أريد"، فقد: أي غياب "الذي له أريد" أي الذي له قصد "من الإخلاص والحب فاعلما" من الإخلاص يعنى من التوحيد، وإفراد الله تعالى بالقصد.

والحب أي حب الله _جل في علاه_، فإن حب الله _عز وجل_ هو المقصود الذي من أجله خلق الخلق لأن العبادة قوامها على الحب لا تتحقق عبادة الله إلا بحبه ولذلك قال الله _جل وعلا_،: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾[البقرة:165].

  

فالذي يراد من القلوب هو محبة الله _جل وعلا_، وبه يعلم أن القلوب لا تصح ولا تسلم ولا تحي إلا بالإخلاص هذا رابع ما تحيا به القلوب.

والإخلاص هو أن لا تقصد بالعمل إلا الله وحده لا شريك له، وأن لا تبغي من غيره جزاءً ولا شكورًا وملخصه في قوله : ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا﴾[الإنسان:9].

جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أرأيت رجلًا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لَا شيءَ لَهُ" فأعادها ثلاث مرات يقول له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَا شَيءَ لَهُ" ثم قال: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وجلَّ لَا يقبلُ منَ العملِ إِلَّا مَا كانَ لَهُ خالِصًا وابتغِيَ بِه وجهُهُ »،هذا ما معنى خالصًا في هذا التفسير وفي الجملة الثانية "وابتُغي به وجه" أي قصد به وجه الله وهذا أيضا معنى الإخلاص، أن لا تطلب الأجر من سواه، أن لا تطلب ثوابًا على عمل صالح إلا من الله هذا هو الإخلاص وبقدر ما يحققه العبد ينال من الأجر والفضل.

 فالقلب أريد منه الإخلاص قال الله تعالى : ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾[البينة:5] ، وقال تعالى : ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ﴾[الزمر:11]، وقال جل في علاه : ﴿أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ [الزمر:3] فالإخلاص هو مقصود العبادة وهو المطلوب من القلوب،  فعلى الإخلاص مدار النجاة فبقدر ما يحقق العبد من إخلاص العمل لله يدرك من الأجر والثواب قال الله عز وجل:﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾[النساء:48].

  

 قال: "والحب" هذا خامس ما تحيى به القلوب أن يُعمر القلب بمحبة الله _عز وجل_ فالقلوب تحيى وتستنير وتضيء بمحبة الله _عز وجل_  وحب الله هو أصل الإيمان وهو عمل القلب وبكمال الحب يكمل الإيمان، وبكمال الحب تكمل العبادة.

وحقيقة محبة الله _عز وجل_ هي أن يمتلئ قلب العبد حبًا لله _جل في علاه_ وانجذابًا إليه وميلاً إليه، وإرادة؛ له فلا يكون في القلب محبوبٌ سواه سبحانه وبحمده.

وهي أي المحبة التي خلق من أجلها الإنسان وبها سعادته

فعبادة الرحمن غاية حبه                       مع ذل عابده هما قطبان

وعليهما فلك العبادة دائر             ما دار حتى قامت القطبان.

أي: حتى قام الحب والتعظيم؛ ولذلك جدير بالمؤمن أن يحقق هذا المعنى بأن يخلص الله _جل في علاه_ بالمحبة فمحبة الله من لوازم عبوديته، فبقدر كمال الحب تكمل العبادة له _جل في علاه_  هذا هو السبب الخامس من أسباب صلاح القلب.

  

ويحب  العبد ُالله إذا عرف ماله من كمال، فإذا عرفتَ أنه الرحمن الرحيم أنه القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر أنه الخالق البارئ المصور، أنه خالق السماوات والأرض أنه الذي لا تنفك من نعمه وإحسانه، أنه الذي هو أرحم بك من نفسك﴿وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا[النساء:29] فهو أرحم بنا من أنفسنا كل هذا يقدح ويبعث في القلب محبة الرب _جل في علاه_ وبقدر علمك بكمالاته وجميل أفعاله وعظيم إحسانه يكون حبك له سبحانه وبحمده. هذا خامس الأسباب التي تحيى بها القلوب.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق