أسباب حياة القلوب

من 2018-03-14 وحتى 2021-03-01
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1417

التاريخ : 2018-04-25 15:59:26

طباعة الصفحة   

قال المصنف رحمه الله: "ومنها" أي: من علامات صحة القلب، ومن أسباب صحته: "ذهابُ الهَمِّ وقت صلاتهِ" ذهاب الهم أي: زواله، والهمُّ هنا هو ما يعتري القلب من الفكر في إزالة المكروه فالهمَّ هو المكروه مما نزل وحلَّ بالإنسان، أو مما يتوقعه ويحذر وقوعه، فالهمَّ إما أن يكون لشيءٍ نزل به فأقلقه وأهمَّه، وإما أن يكون لشيءٍ يخشى وقوعه ويَقرب حصوله مما يكرهه ويخافه.

فقوله رحمه الله: "ومنها ذهابُ الهَمِّ" أي: زوال الفكر في المكروه.

    

وقت صلاتهِ" أي: حال إقباله على ربه جلَّ في عُلاه، وذلك أنه يجلو عن قلبه بمناجاة ربه كل ما أهمَّه وأكرثه وهذا لا يكون أبدًا إلا لمن تنعم بذكر الله في صلاته، أما الذي يُقبل على الصلاة وقلبه قد تفرق في هموم الدنيا واشتغل بألوان المُشغلات فإنه لا ينال هذا، لا ينال هذا إلا من كان في صلاته مُقبلًا على ربه، وهذا ما أشار إليه قوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام أحمد: «حُبب إلي من دُنياكم النساء والطيب»، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «وجُعل قرة عيني في الصلاة» فمعنى قرة العين سكونها، فهو ثمرة طمأنينة القلب، ونتَاج سكون القلب، فإن القلب إذا اطمئن، والقلب إذا سكن كان ذلك من موجبات سكون العين، لكن الذي عَمَرَ قلبه الهمَّ والخوف والقلق لا يُمكن أن تجد عينه ساكنة، بل هو يلتفت يمنةَ ويسرة، يتلمح مواطن الخطر عن يمينه ويساره.

إنما تسكن عينه عندما يطمئن قلبه، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: «وجُعل قرة عيني في الصلاة»، قرة العين أي: قرارها، واستقرارها، وذلك بطمأنينة القلب، فقرة العين إشارة إلى السكون، وذهاب الاضطرار، وتُشير أيضًا إلى السرور والابتهاج، وهذا لا يكون إلا لما يكون في القلب من الطمأنينة والاستقامة والصلاح.

    

يقول -رحمه الله-: "ومنها ذهابُ الهَمِّ وقت صلاتهِ"، وقد جاء في سنن أبي داود بإسنادٍ لا بأس به أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في شأن الصلاة: «أرحنا بها يا بلال»، فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاة راحةً، وقد جاء في المسند بإسنادٍ فهي مقال من حديث حذيفة رضي الله تعالى عنه «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا حزبه أمرٌ -يعني إذا نزل به ما يكره مما يكرثه ويُهمُّه ويقلقه- فزع إلى الصلاة» أي: أقبل على صلاته فصلى.

 فالصلاة طمأنينة، وسكن للقلوب، وهنيئًا لمن أقبل عليها بقلبه وقَالبه.

"ومنها ذهابُ الهَمِّ وقت صلاتهِ بدنياه" فلا يهتم بشيءٍ من أمر الدنيا، بل هو مقبلٌ على ربه، ينقشع عنه كل همَّ من هموم الدنيا.

"مرتاحاً بها مُتَنَعِمَا" أي: قد بلغ الراحة بصلاته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أرحنا بها يا بلال».

"مُتَنَعِمَا" أي: يُدرك بذلك النعيم وما أشار إليه قوله: «وجُعل قُرة عيني في الصلاة»، فقال: «حُبب إلي من دُنياكم الطيب» وهذا لأثرٍ معنوي، «والنساء» وهذا لأثرٍ حسي ومعنوي، ما يكون من التمتع بهن، ثم قال صلى الله عليه وسلم في بيان أن أعلى ما تنال به النفوس طمأنينتها وسكنها وراحتها قال: «وجُعلت قُرة عيني في الصلاة».

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق