شرح العقيدة الواسطية

من 1439-02-06 وحتى 1440-12-06
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 2114

التاريخ : 2018-04-26 17:33:51


وقوله –صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها رجله» وفي رواية «عليها قدمه فينزوي بعضها على بعض فتقول قط قط» متفق عليه.

هذا الحديث الشريف الذي يخبر فيه النبي –صلى الله عليه وسلم- عن كثافة من يرد النار نعوذ بالله من الخذلان، ونسأل الله السلامة من النار.

يقول –صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال جهنم يلقى فيها» أي من أهلها الذين استحقوا دخولها، وهي تقول «هل من مزيد» أي هل من داخل زيادة على من فيها «حتى يضع رب العزة فيها رجله» وفي رواية: «عليها قدمه» فإذا كان كذلك قال –صلى الله عليه وسلم-: «فينزوي بعضها على بعض فيقول قط قط» هذا الحديث خبر عن حال من أحوال يوم القيامة، وأحوال يوم القيامة لا تدركها العقول لأنها من الأمور الغيبية التي لا يمكن لأحد أن يستوعبها بذهنه، لا فيما يتعلق بالخبر عما يكون عليه حال الخلق، ولا فيما يتعلق بفعل الخالق جل في علاه.

أما فعل الخلق فإن الله تعالى أخبر في كتابه أنه يُحشر المجرمون يوم القيامة على وجوههم عميًا وبكمًا وصمًا، وقد جاء في الحديث: أن أناسا سألوا النبي –صلى الله عليه وسلم- فقالوا له يا رسول الله: كيف يحشرهم على وجوههم؟ فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «الذي أنشأهم على أقدامهم قادر على أن يحشرهم على وجوههم» فقاطع –صلى الله عليه وسلم- كل توهم ممكن أن يرد على النص، لأن أحوال يوم القيامة حال خارجة عما ألفه الناس في الدنيا وما اعتادوه وما جرى عليه حالهم فإن أحوالهم مختلفة ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ[إبراهيم: 48].

فذاك يوم مختلف عن هذا اليوم؛ ليس له نظير ولا له مثيل فيما يدركه الناس من حال الدنيا، وكذلك خبر الله تعالى عن نفسه هو خبر عن غيره لا يمكن أن تدركها عقولهم، لأنهم لا يدركون من تلك الأخبار إلا معانيها دون صورها وكيفيتها ولهذا عقدها للسنة والجماعة فيما يتعلق عن الخبر عن الله، أنهم يثبتون ما أثبته الله تعالى لنفسه من غير تكييف ومن غير تمثيل، يعني من غير تصوير ولا تشبيه يمثلون فيه خبر الله تعالى الذي أخبر فيه عن نفسه بما يدركونه من حال الخلق، فالخبر عن وضع الله تعالى جل في علاه رجله وقدمه على النار أو في النار فينزوي بعضه على بعض هو ما يجب على الإنسان أن يعتقده، دون أن يتوهم في ذلك كيفية فالله سبحانه وبحمده ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فكما أن استوائه مجهول فكذلك نزوله مجهول وكذلك وضعه قدمه جل في علاه مجهول.

  

وليعلم أن أهل السنة والجماعة استدلوا بهذا الحديث على إثبات صفة القدم لله عز وجل، وليس في هذا تمثيل فنحن نثبت أن لله عينًا وأن له يدًا سبحانه وبحمده.

ولا يتطرق إلى قلوبنا شيء من التمثيل، فليس كمثله شيء سبحانه وبحمده، لكننا نؤمن بما دلت عليه النصوص، ولا ندخل في تلك النصوص بتأويل أو تحريف أو غير ذلك مما يفعله من يفعله ممن امتلأت قلوبهم تمثيلًا وتكييفًا ففروا من ذلك إلى التحريف والتعطيل.

فيجب على المؤمن إذا سمع مثل هذه النصوص أن يؤمن بها، وأن يقر بما أخبر به رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مستصحبا هذه القواعد التي دل عليها الكتاب والسنة؛ أن الله ليس كمثله شيء، وأنه سبحانه السميع البصير.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق