شرح العقيدة الواسطية

من 1439-02-06 وحتى 1440-12-06
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1328

التاريخ : 2018-04-26 17:41:15


فيما ذكرناه من الإيمان بالله الإيمان بما أخبر الله به في كتابه وتواتر عن رسوله –صلى الله عليه وسلم- وأجمع عليه سلف الأمة من أنه سبحانه فوق سمواته على عرشه عليٌّ على خلقه.

  

هذا المقطع من كلام المؤلف –رحمه الله- ذكر فيه علو الله –عز وجل- على خلقه وهذا مما اجتمعت عليه الأدلة في الكتابة والسنة، وأجمع عليه علماء الأمة أجمع عليه المسلمون، بل قال بعض أهل العلم: والكافرون أيضا وافقونا فيه، فإن فرعون عندما أراد أن يطلب إله موسى قال: ﴿يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا[غافر: 36- 37] فهو يعلم أن الله يكون في السماء، فإن علو الله تعالى على خلقه مما استقر في الفطر ودل عليه العقل ولهذا كل الأدلة بجميع أنواعها دالة على علو الله –عز وجل- على خلقه.

  

والعلو الثابت لله –عز وجل- علو مطلق يثبت له فيه جل وعلا جميع معاني العلو:

علو الذات، وعلو القدر، وعلو القهر وكل ذلك ثابت له سبحانه وبحمده.

علو الذات ﴿أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا[الملك: 16- 17] وقال –جل وعلا-: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ[فاطر: 10] ويقول تعالى: ﴿بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ[النساء: 158] ويقول تعالى جل في علاه: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى[الأعلى: 1] فالعلو ثابت له من كل وجه ومن ذلك علو ذاته.

وأما السنة فالأحاديث بذلك متواترة ومنه ما في حديث معاوية ابن الحكم السلمي أن النبي –صلى الله عليه وسلم- «سأل جارية أين الله؟ فقالت: في السماء وقال لها من أنا؟ قالت: رسول الله فقال: أعتقها فإنها مؤمنة» وأما الإجماع فلا خلاف بين علماء الأمة وأهل الإسلام في أن الله تعالى في العلو سبحانه وبحمده.

وأما الفطر فذاك مركوز في الفطر فما من أحد يقول يا الله وإلا ويجد في قلبه طلبا للعلو وتوجهًا إلى جهة العلو فهو العلي الأعلى سبحانه وبحمده.

وأما العقل فإنه يدل على ذلك؛ فالعلو أشرف الجهات، فلا يليق إلا أن يكون الله تعالى في العلو سبحانه وبحمده وعلى كل حال هذا مما أجمع عليه علماء الأمة ولا ريب في ثبوته، ومن انحرف فخالف الكتاب والسنة والإجماع والفطرة والعقل فذاك لعمى بصيرته فإن علو الله تعالى أمر معلوم بالفطرة الضرورية التي يشترك فيها جميع بني آدم فإن فطرهم مقرة بأن الله تعالى فوق العالم ولا عجب في ذلك فإن من أبين ما شهدت به الفطر والعقول والأفئدة والشرائع علوه سبحانه وبحمده فوق جميع العالم.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق