كتاب الصيام من دليل الطالب

من 0000-00-00 وحتى 0000-00-00
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1407

التاريخ : 2018-05-07 08:05:04


قال - رحمه الله -: (فصل: وشرط وجوب الصوم أربعة أشياء: الإسلام، والبلوغ، والعقل، والقدرة عليه).

(شرط وجوب الصوم) أي: ما يلزم لثبوت الوجوب؛ يعني يشترط لثبوت الوجوب أربعة شروط، فهذا شرطٌ للوجوب؛ ولذلك جاء بعد ذلك فقال: (وشروط صحته) فشرط الوجوب يختلف عن شرط الصحة؛ شرط الوجوب يعني ما يلزم توفُّره من الأوصاف لثبوت وجوب الصيام.

قوله: (أربعة أشياء) هذا كما هو معلوم في كثير مما يذكره الفقهاء من العدد أنه على وجه الاستقراء، وهذه الأربعة أشياء هي (الإسلام والبلوغ والعقل) وهذه في الحقيقة شروط للوجوب وشروط للصحة، فهي مشتركة بين الوجوب والصحة، وإنما ميَّزها بالوجوب لأنه لا يجب إلا بها، وقد يصح بدون بعضها، يعني بدون البلوغ؛ فيصح الصوم من الصغير، لكن لا يجب الصوم إلا بتوفُّر هذه الشروط؛ فهي شروط في أغلب العبادات.

  

والذي تميز به الصوم القدرة، والحقيقة أن القدرة ليست شرطًا مميزًا للصوم عن غيره؛ إذ إن القدرة شرط في جميع العبادات؛ قال الله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْالتغابن: 16 ، وإنما خص المؤلف القدرة بالذكر مع أنها شرط في كل العبادات؛ لأن القدرة فيه على مراتب، فإن كان قادرًا على الصوم فهو واجب، فإن لم يقدر فيجب عليه بدل؛ ولذلك ذكر شرط الاستطاعة على نحو قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا» فذكر البدل: «فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْب» أخرجه البخاري (1117) فهذه شروط جرى فيها من التدرج في بيان ما يجب على حسب مراتب القدرة.

فقوله - رحمه الله -: (والقدرة عليه) هذا شرط في كل العبادات، والدليل: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْالتغابن: 16.

  

وأما في الصوم فقول الله تعالى: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ البقرة: 184 فإن الله تعالى لما ذكر فرض الصوم ذكر القدرة فيه في قوله: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُأي: على الذين يستطيعونه، ولكنهم يختارون عدم الصيام، ﴿فِدْيَةٌ، وهذا بالنظر إلى ما كان عليه الأمر أولًا في فرض الصيام، وأنه ليس لازمًا، بل كان الصوم فرضًا على وجه التخيير من شاء صام ومن شاء أفطر وفدى.

لكن هذا نسخ بقول الله تعالى: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُالبقرة: 185 فنسخ التخيير وثبت اللزوم.

فقوله - رحمه الله -: (والقدرة عليه) أي: القدرة على الصيام.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق