كتاب الصيام من دليل الطالب

من 0000-00-00 وحتى 0000-00-00
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1657

التاريخ : 2018-05-08 17:16:53


قال رحمه الله: (إنزال المني بتكرار النظر): هذا هو المفطر العاشر من المفطرات: (إنزال المني): استفراغ الشهوة.

(بتكرار النظر): أي: بإعادته وإدامته، بأن يعيد النظر ويكرره، والسبب في التفطير بإنزال المني بتكرار النظر؛ أن التكرار فعلٌ والله تعالى قال: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْالنور:30 وقال: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّالنور:31

فإطلاق البصر الذي يُفضي إلى الإنزال مخالفة لما تقتضيه الحال من عدم الشهوة، وقد جاء في حديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « كُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا بن آدَمَ بِعَشْرِ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، يَقُولُ اللَّهُ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَهُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ الطَّعَامَ مِنْ أَجْلِي، وَالشَّرَابَ مِنْ أَجْلِي، وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي » الشهوة هنا تصدق على الجماع، وعلى ما يكون من أوجه استفراغ الشهوة ولو دون الجماع، مما يحصل به بلوغ الشهوة بالإنزال، ومن ذلك: إعادة النظر، فإنه فعلٌ منه في الصوم، وهو فعلٌ لما يُشتهى، يمكنه التحرز منه، فأشبه وسائل استفراغ الشهوات الأخرى من اللمس ونحوه.

قال -رحمه الله-: (لا بنظرةٍ ولا بالتفكر): لا بنظرة؛ لأن النظرة التي لا تكرار فيها يشق التحرز منها، وقد قال النبي  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لك الأولى»، فجعل الأولى محل عفوٍ. والنظرة الأولى إذا حصل معها الإنزال لم تكن مفسدة للصي لى الله عله وسلم في نظر الفجأة: ام.

قال: (ولا بالتفكُّر): بالتفكر أي: إجالة الفكر، والفكر نوعان:

- فكرٌ يُستدعى ويسترسل معه.

-  وفكرٌ يهجم على الإنسان، لا يستطيع الانفكاك منه.

فقوله رحمه الله: (ولا بالتفكر): يشمل كل هذه الصور، ما يُستدعى، وما يُسترسل معه، وما يهجم على الإنسان من الأفكار، دون طلبٍ منه.

والذي يظهر: أن ثمة فرقًا بين أنواع التفكر، فما كان فيه فعلٌ من الإنسان يمكنه التحرز منه، فإنه يأخذ حُكم النظر في إفساد الصوم، وأما ما كان منه ما لا يمكن التحرز منه، فإنه لا يفطر به.

  

أما رابع ما ذكره المؤلف مما يتعلق بالإنزال:

(الاحتلام) وهو نزول المني حال النوم من غير اختيار ولا فعل من النائم، وهذا لا خلاف بين أهل العلم: أنه لا يفسد الصوم؛ لأنه حال النوم الذي يرُفع فيه التكليف «رُفع القلم عن ثلاثة:... وعن النائم حتى يفيق».

أما الرابع من المسائل: قال: (ولا بالمذي): أي لا يفسد الصوم بخروج المذي من تكرار النظر، ليس لأجل المذي، إنما المذي الخارج بسبب تكرار النظر؛ لأنه ذكر الآن، قال في المفطر العاشر: (إنزال المني بتكرار النظر) فذكر ما لا يحصل به الفطر: (النظرة، والتفكر، والاحتلام).

وأيضًا ما إذا كرر النظر فأمذى، فإنه لا يفطر، مع أنهم يفطرون بالمذي كما سيأتي بعد قليل، لكنه لا يكون بالنظر، إنما لا بد فيه من فعل زائد على مجرد النظر، وسيأتي الصواب في هذه المسألة، وأن المذي ليس مفطرًا في كل صور خروجه، سواء كان (بالنظر أو بالفكر أو بالعمل أو بالمباشرة) فإنه لا يفسدُ الصوم بخروج المذي؛ لأنه لا يحصل به ما يحصل بخروج المني من الشهوة.

والأصل: قصر الحُكم على ما جاء به النص، وما هو في معناه، وخروج المذي ليس في معنى خروج المني.

  

قال رحمه الله في السبب الحادي عشر من أسباب الفطر قال: (خروج المني أو المذي بتقبيلٍ أو لمسٍ أو استمناءٍ أو مباشرةٍ دون الفرج): إذن العاشر ذكر فيه (خروج المني): إنزال المني بتكرار النظر، وكان يمكن أن يجعله مع الحادي عشر، لكن ميَّزه لأجل اختلاف الإنزال بتكرار النظر عن غيره من أوجه الإنزال:

أولا: أنه لا بد فيه من تكرار.

ثانيا: أنه لا يؤثر خروج المذي بتكرار النظر في الصوم.

فلتميزه بهذين خصَّه بذكرٍ مستقل.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق