القران هو الجمع، مستفاد من اشتقاق اللغة، وكلمة قران في اللغة تدل على الجمع بين شيئين. إذن القران هو جمع بين عمرة وحج، لكن ما الفرق بين التمتع والقران؟ لأنه تقدم لنا قبل قليل في بيان معنى المتعة أنها عمرة يتحلل منها ثم يحرم بالحج من عامه.
والقران هو كحج المتمتع، أي كالتمتع، لكن يختلف عنه في أنه لا يتحلل بين الحج والعمرة، بل أعمال الحج والعمرة تتداخل تداخلًا كاملًا، فما يقوم به من طواف ومن سعي يجزئه عن حجه وعمرته جميعًا؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: «إِنَّ طَوَافَكِ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ يَسَعُكِ لِحَجِّكِ وَعُمْرَتِكِ»أخرجه مسلم بنحوه (1211). ، فالطواف يكفي للحج والعمرة، وكذلك السعي يكفي للحج والعمرة، ولا يجوز أن يتحلل بينهما، بل لا يتحلل إلا بعد أن يفرغ.
يُسَن للحاج القارن أن يسوق هديًا؛ كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ساق الهدي معه، ويُسن له أن يتقرب إلى الله تعالى بسوق الهدي من خارج الحرم، ولو اشتراه من داخل الحرم كان ذلك مجزئًا، لكن يجب أن يهدي، أي أنه يجب عليه أن يتقرب بالهدي.
هذا ما يتصل بصفة القران، وكيف يفعل فيه، وعرفنا أنه يتفق مع التمتع في كونه عمرة وحجًّا، وأيضًا في كونه يجب به هدي.