"الثاني: قِران: وهو أن يُحرم بالحج والعمرة جميعًا، أو يُحرم بالعمرة ثم يُدخل عليها الحج قبل طواف العمرة، ويتحلل منهما جميعًا يوم النحر، فأعمال الإفراد والقران متفقة، وإنما يفترقان في أمرين؛ الأول: النية، فالمفرد يُلبِّي بحج، والقارن يُلبِّي بحجٍّ وعمرة.
الثاني: وجوب الهدي على القارن".
النوع الثاني من أنواع النسك: القِران، وهو مَن جَمَعَ بين الحج والعمرة بالتلبية، فقال: لبيك حجًّا وعمرة، فجمع بين مقصدين؛ الحج ومعه العمرة، فالحج هو المقصود الأصلي، والعمرة تابعةٌ، وهذا يكون بأن يُحرم، ويُلبِّي عند دخوله في النسك بالحج والعمرة جميعًا، هذه الصورة الأولى من صور القِران: أن يقول عند دخوله في النسك: لبيك حجًّا وعمرة.
الصورة الثانية: أن يُحرم بالعمرة فقط، فيقول: لبيك عمرة ثم يُدخل عليها الحج، فيقول: لبيك حجًّا قبل أن يشرع في طوافها يعني؛ قبل أن يبدأ في طواف العمرة يُدخل الحج على العمرة هذه الصورة الثانية من صور القِران.
إذًا القِران له صورتان؛ الصورة الأولى: أن يُحرم بالحج والعمرة ابتداءً.
والصورة الثانية: أن يحرم بالعمرة ثم يُدخل عليها الحج فيقول: لبيك حجًّا.
والفرق بين الإفراد والقِران أنَّ الإفراد لا يُذكر فيه سوى الحج نيةً وعملًا، وأما القِران فإنه يُذكر الحج في النية، أما العمل فهو مطابقٌ لحج الإفراد؛ فليس بين حج المُفرد وحج القارن فرقٌ إلا في النية، وفي وجوب الهدي على القارن، وأما في الصورة فهما متفقان ليس بينهما فرق، فلا فرق بين الإفراد والقِران إلا في أنَّ المُفرد لا ينوي إلا الحج، وأما القارن فإنه ينوي الحج والعمرة هذا واحد.
الثاني: أن القارن يجب عليه هديٌ، وأما المفرد فلا يجب عليه شيءٌ.
إذًا عرفنا أنَّه: هل بين الإفراد والقِران فرقٌ في الصورة، أو العمل؟ لا فرق بينهما في الأعمال، أعمال الحاج المفرد هي أعمال الحاج القارن، إنما الفرق في النية، فالحاج المُفرد ينوي الحج فقط، وأما القارن فينوي الحج والعمرة؛ ولهذا طوافه بالبيت يكفيه لحجه وعمرته، وسعيه بين الصفا والمروة يكفيه لحجه وعمرته.