ويُشْرَعُ للطائف: أن يشتغل بكثرة ذكر الله -عزَّ وجلَّ-، ودعائه، لاسِيَّما: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار"؛ فإنَّ هذا الدعاء ذَكَره الله -عزَّ وجلَّ- في أدعية قاصد البيت الحرام بالحج، وكذلك العمرة، فإنه قد قال تعالى: ﴿فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة:200-201].
وقد جاء فيما رواه أحمد وأبو داود من حديث عبد الله بن السَّائِب قال: "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ما بين الرُّكْنَيْن: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»" أخرجه أبو داود (1892)، وصححه الحاكم (3098) .
فيُشْرَع أن يُكْثِر من الدعاء لاسيَّما هذا الدعاء.
وكذلك يُشْرَع أن: يُكْثِر من ذكر الله تسبيحًا وتحميدًا وتمجيدًا، وليسأل الله من خيري الدنيا والآخرة.
وقد جاء عن عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص -رضي الله تعالى عنهما- أنهما كانا يقولان في الطوفان: "رَبِّ قِنِي شُحَّ نَفْسِي، رَبِّ قِنِي شُحَّ نَفْسِي"، فقيل لهما في ذلك: فقالا -رضي الله تعالى عنهما-: إن الله تعالى يقول: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[الحشر:9] أخرجه بنحوه الفاكهي في أخبار مكة (415) .
فليدع المؤمن بما يَسَّر الله تعالى له من خير.
ولا بأس بأن يتلو شيئًا من القرآن؛ فإنَّ جمهور العلماء على أنَّ ذلك جائز.
وذهب بعض أهل العلم إلى: أنه مُحْدَثٌ، فلا يقرأ الطائف شيئًا من القرآن، وهو مذهب الإمام مالك -رحمه الله-.
والصواب: أنه لا بأس بقراءة القرآن لكن دون جهرٍ، كما هو مذهب جماهير العلماء.