- السنة أن يأتي الحاج بأعمال يوم النحر من الرمي والنحر والحلق أو التقصير والطواف والسعي ضحى يوم النحر، ويسن أن يأتي بها مرتبةً تأسيًا بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- ولا حرج في تقديم بعض هذه الأعمال على بعض، ويجوز لمن تعجلوا في الدفع من مزدلفة ليلًا أن يأتوا بالرمي والحلق أو التقصير والطواف والسعي من منتصف ليلة النحر.
- ويمتد وقت رمي جمرة العقبة إلى فجر يوم الحادي عشر".
صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- الفجر بمزدلفة في أول الوقت، ووقف عند المشعر الحرام يكبر ويدعو الله ويذكره إلى أن أسفر جدًّا، ثم دفع -صلى الله عليه وسلم- منصرفًا إلى منى، وكان -صلى الله عليه، وعلى آله وسلم- بذلك مخالفًا لهدي المشركين الذين كانوا لا ينصرفون إلى منى من مزدلفة إلا بعد شروق الشمس، فانصرف -صلى الله عليه وسلم- قبل شروقها بعد أن أسفر جدًّا؛ مخالفةً لهديهم.
جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى منى، وكان أول ما بدأ به عندما جاء إلى منى رمي جمرة العقبة، وقد التقط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحصى من الطريق، وكان -صلى الله عليه وسلم- يلبي، ولم يقطع التلبية -صلوات الله وسلامه عليه- حتى رمى جمرة العقبة؛ كما جاء ذلك في حديث عبد الله بن عباس قال: "لَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي" أي يقول: لبيك اللهم لبيك "حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَة" أخرجه البخاري (1544)، ومسلم (1281) .
أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابن عباس أن يلتقط له الحصى فرفعها -صلى الله عليه وسلم- وأراها الناس، فقال: «بِمِثْلِ هَذِه فَارْمُوا» وهي حصى صغيرة على قدر الأنملة، رمى بها -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ونهى عن الغلو، وكان يقول -صلى الله عليه وسلم-: «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ؛ فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ» رواه أحمد (1851)، والنسائي (3057)، وصححه ابن خزيمة (2867)، وابن حبان (3871) . فلما رماها -صلى الله عليه وسلم- رماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة، وهذا أول أعمال يوم النحر.
والسُّنَّة إذا جاء إلى الرمي: أن يجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه إن تيسر له ذلك، وأن يكبر مع كل حصاة، فإن رماها من جهةٍ أخرى غير هذه الجهة فإن ذلك مجزئٌ.