تحلٌل أصغر وهو الأول، وتحللٌ أكبر وهو الثاني، والتحلل الأكبر يحصل بالفراغ من أعمال يوم النحر من رمي جمرة العقبة والنحر والحلق أو التقصير والطواف، والسعي، فإذا فعلها حلَّ له كل شيءٍ حرُم عليه بالإحرام''.
هذا بيان ما يتصل بالتحلل.
التحلل معناه: عود المُحرم إلى ما كان عليه قبل إحرامه، فالتحلل هو: إباحة ما مُنع منه المُحرم حال إحرامه، وهو ما يتصل بمحظورات الإحرام التي مُنع منها كالحِلاق مثلًا، والتطيب، ولبس المعتاد من الثياب ونحو ذلك؛ فإن الله تعالى قد نهى الحاج والمعتمر عن أمور منعه منها؛ من ذلك حلق رأسه كما قال تعالى: ﴿وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ﴾ البقرة:196، وكما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ﴾ المائدة:95.
وقد اتفق أهل العلم على أن للحج تحللين:
التحلل الأول: يُسمى التحلل الأصغر.
والتحلل الثاني: يُسمى التحلل الأكبر.
والفرق بينهما: هو أن التحلل الأصغر يحل له به كل شيء إلا أغلظ المحظورات وهو الجماع.
والتحلل الثاني: يحل له به كل شيءٍ حتى الجِماع، فيعود حلالًا كما كان.
وقد اتفق أهل العلم على أن التحلل الثاني يحصل بفعل أعمال يوم النحر، فلا خلاف بين العلماء أن من رمى جمرة العقبة، ونحر هديه، وحلق أو قصَّر، وطاف للإفاضة، وكان قد سعى أو سعى إن لم يكن قد سعى فإنه يتحلل بذلك التحلل الكامل.