السُّنَّة في أعمال يوم النحر ترتيبها على هذا النحو الذي جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ يبدأ بالرمي، ثم بالنحر، ثم بالحلق أو التقصير، ثم بالطواف.
اتفق العلماء على أنه ينبغي للحاج أن يحرص على ترتيب أعمال النحر على نحو ما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم- تأسيًا به؛ قال ابن عبد البر: لا خلاف فيه بين العلماء أن جمرة العقبة إنما تُرمى ضُحى يوم النحر، وتمام حِلها أول الحِل، وإلقاء التفث. فالعلماء متفقون على مشروعية البداءة برمي جمرة العقبة، والترتيب على نحو ما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وقد ذهب جمهور العلماء إلى جواز التقديم والتأخير في هذه الأعمال؛ لما جاء من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يُسأل عن شيءٍ قُدم ولا أُخر إلا قال: «افْعَلْ وَلَا حَرَجَ» كما جاء في حديث ابن عباس الذي رواه البخاري في صحيحه (84)، (1735) وكذلك في حديث عبد الله بن عمرو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأله الناس فلم يُسأل عن شيءٍ قُدم ولا أُخر يومئذٍ إلا قال: «افْعَلْ وَلَا حَرَجَ» أخرجه البخاري (83)، ومسلم (1306) .
وقد قال بعض أهل العلم: إنه لا يجوز الإخلال بالترتيب إلا لعذر؛ لأن النبي فعل ذلك وقال: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» أخرجه مسلم بنحوه (1297) ولأنه إنما عذر من كان قد وقع منه ذلك على وجه الغفلة؛ حيث جاء في هذه الأحاديث أن السائل قال له: "يَا رَسُولَ الله،لَمْ أَشْعُرْ، فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ" أخرجه البخاري (1736)، ومسلم (1306) .
والصواب: أن ذلك ليس قيدًا للإباحة؛ لأن عبد الله بن عمرو أخبر بعموم إباحة التقديم والتأخير حيث قال: فما سُئل عن شيءٍ قُدم ولا أُخر إلا قال: «افْعَلْ وَلَا حَرَجَ» فلا بأس بالتقديم والتأخير في هذه الأعمال، والسنة ترتيبها.