قال رحمه الله -: "والعاقبة للمتقين، وصلى الله على نبيِّنا محمد خاتم النَّبيِّين، وعلى آله وصحبه أجمعين".
بعد ذلك ذَكَرَ وذَكَّرَ بجميل عاقبة أهل التقوى والإيمان الذين حققوا توحيد الملك العلام - جلَّ في علاه - ، فقال: "والعاقبة للمتقين"؛ العاقبة؛ أي: المآل، والمنتهى، والخاتمة، والنهاية. فالعاقبة: هي خاتمة الشيء، منتهاه، مآله ينظر: مقاييس اللغة (4/ 79)، مختار الصحاح، ص (213)، لسان العرب (1/ 611) ، وهي للمتقين.
ولا شك أنَّ المتقين وعدهم الله - تعالى - بجميل العواقب، ووعدهم الله - عزَّ وجلَّ - بالخاتمة الحسنة، والمآل الجميل؛ ولذلك قال: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾[الأعراف:128]؛ أي: جميل النهايات لأهل التقوى.
ثمَّ بعد ذلك صلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "وصلى الله على نبيِّنا محمد خاتم النَّبيِّين، وعلى آله وصحبه أجمعين".والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - معناها: سؤال الله - عزَّ وجلَّ - الخير الكثير، وهي مما توجب عطاء الله - عزَّ وجلَّ - ، فمن صلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاةً واحدةً صلى الله عليه بها عشرًا أخرجه مسلم (408)
وقد اقتضب المؤلف - رحمه الله - في المقدمة بهذا الاختصار؛ مبادرةً منه - رحمه الله - إلى ما تمَّ تأليف الكتاب لأجله؛ وهو "بيان التوحيد وتجريده" على نحو تحصل به الفائدة، والنفع لمن اطَّلع على كتابه.