أسباب حياة القلوب

من 2018-03-14 وحتى 2021-03-01
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1576

التاريخ : 2018-03-14 18:38:18


المصنف -رحمه الله- في هذه المنظومة ابتدأ بعد البسملة بحمد الله، فقال:

حمدتُ الذي أغْنى وأقْنى وعَلَّما                                       وصيَّر شكرَ العبدِ للخيرِ سُلَّما

والحمد هو الثناء على الله -عزَّ وجل- بالجميل، هكذا قال كثيرٌ من أهل العلم في تعريف الحمد؛ الثناء على الله بالجميل الاختيارِي، وأكمل منه في تعريف الحمد ما ذكره جماعةٌ من أهل العلم أن الحمد هو: ذكر المحمودِ بصفات الكمال محبةً وتعظيما.

فذكر المحمود أي: ذُكر من يُحمد بصفات الكمال أي: بالصفات التي توجب كمالًا محبةً وتعظيمًا، وهذا لا يصدق إلا على حمد الله -عزَّ وجل- لأنه -جلَّ في عُلاه- المقصود بذلك، فالمحبة والتعظيم حقه، إذ أن العبادة لا تقوم إلا على هذين الأصلين على محبة الله وتعظيمه.

ومما يدل على صحة هذا المعنى ورجحان هذا التعريف للحمد أن حمد الله -عزَّ وجل- في كتابه يعقبُه ذكر أسماءه وصفاته، أو ذكر جميل أفعاله، فكل الحمد الذي في الكتاب لا يأتي إلا ويقترن به ذكر صفات الله والثناء عليه، ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)﴾ [سورة الفاتحة: 1-4]، فالحمد مقترنٌ بذكر صفاته الموجبة لمحبته وتعظيمه -جلَّ في عُلاه- فلذلك الحمد ذِكر المحمود بصفات الكمال محبةً وتعظيما.

  

ويأتي ذِكر الحمد مقرونًا بما يوجب تعظيمه من أفعاله الجميلة -سبحانه وبحمده- ومن ذلك قوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا﴾ [الكهف:1]، وهذا موجب لمحبته وتعظيمه، فإن إنزال الكتاب أعظم ما منَّ الله تعالى به على البشرية؛ لأن به إخراجهم من الظلمات إلى النور، وكذلك قال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ [الأنعام:1]، فجعل بعد حمده -سبحانه وبحمده- ما يوجب الثناء عليه ومحبته وتعظيمه من خلقه السموات والأرض جلَّ في عُلاه.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق