الأول: الآياتُ التي فيها الأمرُ بالوفاء بالعقود والعهود، كقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾[المائدة:1] وقوله: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا﴾[الإسراء:34]، ونحو ذلك من الآيات.
أنا أنبه إلى ضرورة عناية الطالب والمهتم بالعلوم الشرعية بوجه الاستدلال في الأدلة؛ ولذلك بعد أن ذكر الدليل قال: "وجه الدلالة" لأنه كثير من الأحيان تُذكر الأدلة وعندما تسأل المستدل: كيف دل الحديث أو الآية على الحكم؟ لا يأتيك بجواب، فليس المقصود حفظ الأدلة، إنما المقصود فهم كيف استعملت هذا الدليل في الوصول إلى الحكم؟ ولهذا الآن يمكن أن يأتي من يحفظ هذه الأدلة ويقول: الدليل على أن الأصل في المعاملات الحل قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾، لكن عندما تستوقفه كيف دلَّت الآية على هذا الحكم؟ هنا يتبين الفارق بين الفاهم والحافظ.
فالحافظ يسرد لك قائمة من النصوص على الأحكام، قرأها في كتابٍ، أو حفظها من ديوانٍ من دواوين الفقه، لكنه قد لا يتمكن من معرفة كيف أخذ العلماء هذا الحكم من هذا الدليل؟ فوجه الدلالة هو بيان وجه الاستنباط، كيف استنبط أهل العلم هذا الحكم من هذا النص.