قال: "بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكْتُ" وهو نفس الذي قصت عائشة رضي الله عنها قصته في قوله: إنه احترق.
قوله صلى الله عليه وسلم: «ما لَك؟»يعني: أي شيءٍ أهلكك؟ "قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ"، والمقصود بالصيام هنا صيام الفريضة.
قوله صلى الله عليه وسلم: «هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟»، النبي صلى الله عليه وسلم أقر هذا الرجل على توصيف نفسه بأنه احترق في حديث عائشة، وبأنه هلك في حديث أبي هريرة؛ وذاك أن الذنوب سببٌ للهلاك وسببٌ للاحتراق؛ فإنها موجبة للعقوبة بالنار، والعقوبة بالنار تُفضِي إلى الهلاك، ولذلك لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: لا ما عليك إلا العافية، أو ما وقعت في شيءٍ يوجب أن تقول هذا القول، بل أقره، وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم دليل على صحة قول الرجل وتوصيفه.