قوله رحمه الله: "باب فضل الصوم" بعد أن فرغ من ذكر الوجوب انتقل إلى بيان الفضل، ومن أبرز ما يوصف به العمل من حيث الفضل معرفة مرتبته في الأحكام، فالواجب أفضل من المستحب، فقوله رحمه الله: "باب فضل الصوم" يعني زيادة على ما تقدم من وجوبه، فوجوبه وإلزام الله تعالى به الناس دليل على فضله؛ لأن الواجب كل ما فرضه الله فهو أفضل مما نَدَب إليه من جنسه، فمن فضيلة الصيام أن الله فرضه، لكن الآن المصنف يأتي بالفضائل الزائدة على الوجوب.
قوله رحمه الله: "باب فضل الصوم" أي: ما ورد في ثوابه وحسن عاقبته، فضل العمل له وجهان:
الوجه الأول: ثوابه وأجره.
والوجه الثاني: نفعه وثمرته.
بذلك تتبين فضائل الأعمال؛ فإذا تأملت في فضائل الأعمال تجدها ترجع إلى هذين الأمرين: إما ثوابه وأجره، وإما نفعه وثمرته للعامل، وهذا ما ذكره المصنف رحمه الله هنا، ذكر نوعين من الفضل؛ ما يتعلق بنفعه وأثره، وما يتعلق بثوابه وأجره.