فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه مَن أحل منهم أن يحرم، فأحرم الصحابة من منازلهم، لم يقصدوا حِلًّا ولا ميقاتًا، بل أحرموا من منازلهم، يحرمون بالحج، أمرهم بأن يحرموا بالحج.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم توجه إلى منى.
إذن أول أيام الحج هو يوم التروية، وهذا اليوم سُمي بهذا الاسم لأجل أن الناس في الزمان الأول كانوا يجلبون الماء معهم، ويروون الماء في اليوم الثامن لأجل الانتفاع منه في يوم عرفة، وفي يوم النحر، وفي أيام التشريق، فكانوا يروون الماء، ولذلك سُمي يوم التروية.
وقيل: إنه سمي يوم التروية لأنه اليوم الذي أُرِيَ فيه آدم حواء، وهذا كلام غير صحيح، ولا دليل عليه.
وقيل: إنه سمي يوم التروية لأنه اليوم الذي رأى فيه إبراهيم الرؤيا، وهذا أيضًا غير صحيح، لا نعلم ذلك، وأيضًا الاشتقاق لا يساعد؛ لا المعنى الأول، ولا المعنى الثاني.
وإنما الصواب في التسمية، والأقرب من أقوال العلماء في تسمية هذا اليوم بهذا الاسم، وهو اليوم الثامن أول أيام الحج؛ أنه سُمي يوم التروية لأجل أنه اليوم الذي يروي فيه الناس الماء إلى منى، فيجلبون الماء معهم من مكة، حيث إن منى وادٍ لا ماء فيه، فكانوا يروون الماء لينتفعوا به في يوم عرفة، وفي بقية أيام الحج.
والمجيء يبتدئ بصلاة الظهر؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر في منى، هو وأصحابه، وصلى فيها العصر، والمغرب والعشاء، وفجر يوم عرفة. هذه خمس صلوات صلاها النبي صلى الله عليه وسلم في منى، في يوم التروية، وفي ليلة عرفة، وفي فجرها.