هذه الأيام أيام ذكر، أي: أيام تعبد لله عز وجل بذكره. والذكر بالنسبة للحجاج يشمل ذكرَ القول، وذكر العمل.
وذكر العمل بماذا؟ بأمرين: بالإقامة ليلا ونهارًا في منى؛ كما أقام النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا لمن تيسر له الإقامة، بأن كان له مكان، ويستطيع أن يمكث فيه.
والأمر الثاني: برمي الجمار في أيام التشريق؛ فإن المشروع في أيام التشريق رمي الجمار في اليوم الحادي عشر بعد الزوال، وفي اليوم الثاني عشر بعد الزوال، وفي اليوم الثالث عشر بعد الزوال؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحين الزوال، فيرمي في الأيام الثلاثة، ولهذا ذِكر الله عز وجل مأمور به في قوله: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ البقرة: 203.
يشمل الإقامة، ويشمل رمي الجمار، وأيضًا يشمل الذكر بالتكبير.
فكان عمر رضي الله تعالى عنه يكبر في خيمته، فيكبر من حوله، حتى يكبر أهل المسجد، فترتج مِنى تكبيرًا، فينتشر التكبير في الحجيج في هذه الأيام، وهو من ذكر الله المشروع للحجاج في هذه الأيام المباركة.