مما يتصل بأعمال أيام التشريق رمي الجمار. ورميُ الجمار لإقامة ذكر الله، ويُسن أن يذهب إليها الحاج ماشيًا، وأن يرمي بسبع حصيات كل جمرة، فيأتي إلى الصغرى ويرميها بسبع حصيات، ثم يأتي إلى الوسطى فيرميها بسبع حصيات، ثم يأتي إلى الكبرى فيرميها بسبع حصيات.
ويُسن لمن أراد الرمي أن يقف بين الجمار، فيقف بعد الجمرة الأولى داعيًا، ويطيل الوقوف، وهو من المواطن التي تُرجى فيها إجابة الدعوات؛ كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل الوقوف، حتى إن ابن عمر وقف قدر سورة البقرة.
ثم بعد ذلك يقف بعد الجمرة الوسطى، ولا يقف في طريق الناس، بل يقف في مكان لا يعثر فيه السائرين، ويدعو الله عز وجل بما شاء، ويطيل المكث، ثم يرمي الجمرة الثالثة بسبع حصيات، وهي جمرة العقبة، ثم ينصرف، ولا يقف فإنه لا وقوف بعد جمرة العقبة.
هذا هو السنة فيما يتعلق بالرمي.
ويُسن أن يرميها مرتبة؛ لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أهل العلم من يقول: إنه إذا أخل بالترتيب فسد رميه، ويجب عليه أن يعيدها مرتبة.
وينبغي أن يستحضر أن المقصود بالرمي أن يعظم الله بذكره، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يذهب ماشيًا ويرجع ماشيًا إلى الرمي.