أنواع النسك هي صور الأعمال التي ينويها قاصد البيت الحرام للحج، وهي ثلاثة أنواع؛
الأول: إفراد وهو أن يُحرم بالحج وحده فيقول: لبيك حجَّا".
النُسك يطلق على الحج والعمرة، فالنسك هو التعبُّد لله -عز وجل- بالحج والعمرة.
وأصل النسك في لغة العرب: يطلق على العبادة مطلقًا؛ ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ الأنعام:162 - 163؛ فالنسك هنا في أحد قولي العلماء شاملٌ لكل العبادات ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي﴾ الأنعام:162أي؛ جميع عباداتي، وقيل: الذبح، وعلى كل حال النسك يطلق في الأصل على كل التعبدات، ويطلق على الذبح، ويطلق على الحج والعمرة.
فأنواع النسك المقصود به: صور الأعمال التي يفعلها من قصد مكة بالحج؛ هذا معنى أنواع النسك؛ هي الصور التي يُلبِّي بها من أراد الحج، وهي ثلاث صور جاء جمعها فيما روته عائشة في الصحيحين -رضي الله تعالى عنها- قالت: "خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ" أخرجه البخاري (4408)، ومسلم (1211) والمقصود بقولها: "فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ" أي؛ منا من لبَّى بالعمرة فقط فقال: لبيك عمرة وهم المتمتعون، "وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ" أي؛ جمع بينهما في التلبية وهم القارنون، "وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ" أي؛ لم يذكر سوى الحج في تلبيته؛ هذه أنواع النسك، وهي ثلاثة بالاتفاق، وكلها جائزة في قول عامة العلماء، وإنما خلافهم في الأفضل.
فأولًا نعرف ما هي هذه الأنواع وما الفرق بينها، ثم نتحدث عن أيها أفضل، أما ما يتصل بأنواعها، فالأنواع ثلاثة، أنواع النسك ثلاثة:
النوع الأول: الإفراد، وسُمي الإفراد إفرادًا؛ لأن الملبِّي لا يقصد بالتلبية إلا شيئًا واحدًا وهو الحج.
الإفراد: هو أن يُلبِّي بالحج وحده فيقول: لبيك حجًّا، فلا يقصد بذهابه إلى مكة إلا الحج، ولا يأتي بشيءٍ آخر غير أعمال الحج؛ هذا هو الإفراد، وقد ذكره الله تعالى في كتابه في قوله: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ البقرة: 197-.
﴿فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ﴾ البقرة:197أي؛ فمن لبَّى فيهن بالحج.