أسباب حياة القلوب

من 2018-03-14 وحتى 2021-03-01
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1657

التاريخ : 2018-04-08 16:01:11


ثالث الأسباب التي بها تحيى القلوب: فهو تعظيم الله تعالى وأشار إليه بقوله:

"معظمًا" أي الإقبال على الله حال كونه معظمًا لله تعالى في ذلك الإقبال، ولاشك أن تعظيم الله –عزَّ وجل- من أعظم ما تشرق به القلوب وتستنير وتستضئ ذاك أن تعظيم الله ثمرة معرفة، ومعرفة الله جنة الدنيا، معرفة الله نعيم لا يضارعه نعيما من ملذات الدنيا.

ولهذا كان المعظم لربه منور القلب، حي القلب بما فيه من معرفة الله، فتعظيم الله هو سبب العلم به، والعلم به هو العلم بأسمائه وصفاته وأفعاله جل في علاه وكلامه وشرعه، فكل هذا يورث في القلب تعظيمًا، بقدر علمك بالله في صفاته في أسماءه في أفعاله في شرعه ودينه في كلامه جل في علاه، ينقدح في قلبك تعظيم الله عز وجل.

  

ولهذا من ضعف قدر الله في قلبه، لضعف تعظيم ربه؛ ليقبل على معرفة أسماء الله وصفاته، عندما تقرأ ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ[الحشر: 22- 23] تقرأ هذه الأسماء وأنت متدبر لما فيها من الكمالات، لما فيها من الجلال والبهاء والعظمة لا يمكن أن يقرأ شخص هذه الآيات مستحضرًا معانيها إلا وينقدح في قلبه تعظيم هذا الذي يذكره بهذه الصفات جلَّ في علاه سبحانه بحمده.

عندما يذكر ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ[الأنعام: 1] فلما ننظر إلى بناء كبير  نقول هذا بناء بهي وجميل وجزى الله خير من صنعه وأتقن صناعته ﴿أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ[الغاشية: 16-20] آيات عظيمة ﴿سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ[فصلت: 53].

لاشك أن من تأمل هذا الكون وهو الكتاب المبثوث في الآفاق والأنفس انقدح في قلبه تعظيم الله جل في علاه، لابد أن ينعكس في قلبه أثر ذلك تعظيمًا لربه، ولهذا تعجبت الآيات من قوم خفى في قلوبهم تعظيم ربهم ﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا[نوح: 13] أي لا تخافونه ولا تعظمونه حقَّ تعظيمه، والعباد مهما بلغوا طاعة وعبادة، فهم يقصرون عن إدراك حق الله في التعظيم، لذلك يقول الله تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ[الأنعام: 91] يعني القدر الذي يجب له ما يقدره العباد لجهلهم به وعدم قدرتهم على إدراك ما له من الكمالات، ولهذا رضي الله منا ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16] رضي الله من الخلق أن يتقوه قدر استطاعتهم وطاقتهم وهذا من رحمته بهم جل في علاه.

إذًا التأمل في أسماء الله وصفاته وأفعاله وشرعه وكلامه يوجب تعظيمه –سبحانه وبحمده- هذا ثالث الأسباب التي ذكرها من أسباب حياة القلب.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق