كتاب الصيام من دليل الطالب

من 0000-00-00 وحتى 0000-00-00
فقرات المساق مناقشات حول المساق إشعارات تعريف بالمساق البث المباشر الاختبار العام الشهادات

عداد المشاهدات : 1589

التاريخ : 2018-05-07 07:55:46


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

(كتاب الصيام: يجب صوم رمضان برؤية هلاله على جميع الناس).

المؤلف - رحمه الله - بدأ الكتاب بقوله: (يجب صوم رمضان برؤية هلاله) إلى آخر الكلام؛ قوله: (يجب) بيان لحكم الصوم وأنه واجب، وهذا مما أجمع عليه علماء الأمة، لا خلاف بينهم أن صيام رمضان واجب على كل مكلف قادر.

ووجوبه ثابت بالكتاب وبالسنة:

أما بالكتاب ففي قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ البقرة: 183 ، ثم قال بعد أن فرض الصيام على وجه الإجمال: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُالبقرة: 184 فجعل صيامه فرضًا على من شهد الشهر.

وأما السُّنَّة فحديث عبد الله بن عمر أخرجه البخاري (8)، ومسلم (16) ، وحديث عمر في بيان الإسلام أخرجه مسلم (8) ، وأحاديث كثيرة وفيرة تدل على فرضية الصيام.

  

قوله - رحمه الله -: (يجب صوم رمضان) أي: شهر رمضان؛ وهو الشهر التاسع من أشهر السنة الهلالية؛ السنة الهجرية، وسُمي هذا الشهر بهذا الاسم قبل الإسلام، وتعليل التسمية بأنه سمي بهذا لأجل ما يجده الصائم من الحر في جوفه بسبب الرمضاء؛ غير سديد، لكن أقرب ما يقال في سبب تسمية رمضان بهذا الاسم أنه عندما سمى العرب الأشهر وافق الشهر في ذلك الوقت حَرًّا فسُمِّي رمضان، هكذا يمكن أن يقال، وتعليل الأسماء ليس شيئًا يمكن أن يعتمد عليه، أو يستدل له، إنما هو مما يتناقله العلماء فيما بينهم ويذكرونه ويؤثرونه عمن تقدم، وليس في ذلك أصل.

المقصود أن شهر رمضان هو الشهر التاسع من الأشهر الهلالية من أشهر السنة الهجرية، ثم بعد أن ذكر - رحمه الله - وجوب الصوم بيَّن بماذا يجب الصوم؟

  

فذكر في وجوب الصوم رؤية الهلال، وهذا لا خلاف فيه بين العلماء أن صوم رمضان يثبت برؤية الهلال؛ دلَّ على ذلك الكتاب والسنة:

أما الكتاب فقول الحق جل في علاه: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ البقرة: 184 وإنما يكون شهود الشهر برؤية هلاله؛ لأن الأشهر إنما تُشهد وتعرف بالأهلة؛ قال الله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّالبقرة: 189؛ وهذا دليل على أن شهر رمضان يثبت برؤية الهلال.

أما السنة فقد جاء فيها غير ما حديث؛ منها حديث عبد الله بن عمر: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَاقْدِرُوا لَهُ» والحديث في الصحيحين أخرجه البخاري بنحوه (1909)، ومسلم (1080)، واللفظ له.   وهو دالٌّ على وجوب الصوم برؤية الهلال؛ فقوله: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ» اللام هنا للتوقيت؛ كقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ الطلاق: 1 اللام للتوقيت، وكقوله تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِالإسراء: 78 فاللام هنا للتوقيت؛ فقوله - صلى الله عليه وسلم- «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ» أي: لوقت رؤيته، فهذا دليل آخر من السنة يدل على ما ذكر المؤلف من وجوب الصوم برؤية الهلال.

والهلال يُرى في أوائل الشهور، وبه يُعرف دخول الشهر، ورؤيته المعتبرة تكون بعد مغيب الشمس، أما رؤيته قبل مغيب الشمس فلا عبرة بها في إثبات الأهلة، الرؤية المعتبرة للهلال هي التي تكون عند مغيب الشمس، أما رؤيته نهارًا فإنها لا عبرة بها في ثبوت الشهر، فإذا رُئي بعد مغيب الشمس ثبت الشهر، وإن رئي قبل ذلك فإنه لا يفيد إثبات الشهر.

  

اختبر تحصيلك

يجب تسجيل الدخول اولا لتتمكن من مشاهدة الاختبار التحصيلى

التعليقات


التعليق