قال - رحمه الله -: (ومن المسجد ما زيد فيه) ومن المسجد بيان أن المسجد ليس فقط ما بُني أولًا أو ما كان في بناء، بل ما زيد فيه، وهو ملحق به يدخل في مسمى المسجد، سواء كان في علوه أو في سفله أو فيما يحيط به.
وقوله - رحمه الله -: (ومنه سطحه ورحبته المحوطة) منه سطحه أي: سطح المسجد وهو علوه؛ لعموم قوله تعالى: ﴿وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾البقرة: 187، لما كان في علوه (ورحبته المحوطة) رحبته أي: فناؤه، واشترط أن تكون محوطة ليخرج بذلك الرحبة التي لا تتميز.
وقوله: (المحوطة) أي: بكل ما يميزها عما عداها، فإذا كانت الرحبة مميزة مثلًا بلون من البناء أو بلون من البلاط أو نحو ذلك فإنه يأخذ حكم المحوطة لتميزه. فالمقصود بالمحوطة أي: ما تميز عن غيره، فكل ما تميز به فناء المسجد ورحبته ولو لم يكن بحائط فإنه يأخذ الحكم في كونه داخلًا في موضع الاعتكاف الذي يجوز أن يعتكف فيه.
قال - رحمه الله -: (ومنارته التي هي أو بابها فيه) هي أي: المنارة جميعها أو بابها فيه يعني يَفتح على المسجد فهي في حكمه وتابعة له.