قوله رحمه الله: "بَابُ الْمُبَاشَرَةِ لِلصَّائِمِ" أي: أنَّ يستمتع الصائم بمن يحل له الاستمتاع به دون جماع، حكم ذلك بينه فيما ساقه من حديث، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل ويباشر وهو صائم، فلا حرج في مباشرة الصائم لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ينبغي أن يتنبه الإنسان لنفسه؛ لأن الناس يختلفون، ولذلك نبهت عائشة رضي الله عنها إلى ذلك فقالت: وكان أملككم لإربه، أي: أملككم وأمنعكم لنفسه أن يقع فيما يفسد صومه من إنزال أو جماع، فإذا كان الإنسان يملك نفسه، ويأمن من أن يقع فيما حرم الله من الإنزال أو الجماع للصائم، فإنه يجوز له أن يقبل وأن يباشر.
وأما المباشرة المذكورة في الآية في قوله: ﴿فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا﴾ البقرة: 187 فالإجماع منعقد على أن المباشرة المقصود بها هنا الجماع، وإنما ذُكرت المباشرة كناية عن الجماع حتى لا يقال: كيف يباشر وقد قال: ﴿فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾؟
الجواب أن المباشرة في الآية بالإجماع المقصود بها: الجماع وليس الاستمتاع فيما دون الجماع.